بعد عرض بعض حلقات برنامج «الحكم بعد المزاولة» انتقد الإعلام الإسرائيلى بشدة ردود أفعال الضيوف الذين يرفضون الاعتراف بوجود دولة إسرائيل، كما صرح عوفير جندلمان المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى أكد أن البرنامج يحرض على عدم إتمام عملية السلام فى المنطقة، وقال إنه ممنوع من العرض فى تل أبيب بعدما وصفه ب«الحاقد». وقد حققت حلقات البرنامج التى أذيعت نسبة مشاهدة عالية على موقع اليوتيوب بلغت بعضها 400 ألف مشاهدة. يبدأ البرنامج باتصال تليفونى يتلقاه الفنان أو الإعلامى من «أماندا» المعدة بالقناة الألمانية الثانية تطلب منه أن يشارك بآرائه عن الثورة المصرية والدور الذى شارك به فى إنجاحها.
يذهب الضيف لمقر القناة فتبدأ المذيعة بتوجيه الأسئلة له عن الثورة المصرية ونظرة العالم لها، ثم يتحول مسار الحلقة إلى أسئلة عن إسرائيل ورأى الضيف فى التطبيع الثقافى والفنى معها، ثم يفاجأ أن القناة التى يسجل بها الحلقة إسرائيلية وأن كل من حوله إسرائيليون، وفى هذه اللحظة يدخل «ميشيل» معد القناة الإسرائيلى ويمد يد السلام للضيف ثم«ديفيد» أحد أفراد العمل الذى يؤكد أن الحلقة ستكون بداية التطبيع بين إسرائيل والعرب عبر التعليق الذى يقوم به «مارك فيش» المحلل السياسى الإسرائيلى على الهواء مباشرة.
تتباين ردود أفعال الضيوف نحو هذه الورطة تبدأ المذيعة وفريق العمل عندما يصل الضيف إلى ذروته بكشف المقلب وأنه مجرد برنامج مقالب ترفيهى بعنوان «الحكم بعد المزاولة» هدفه إظهار مدى وطنية الضيوف وتمسكهم بمقاطعة إسرائيل.
الدكتور هيثم الفيل صاحب فكرة البرنامج قال: ابتدينا بالتفكير فى استدراج الضيوف بقصة ما يكون البطل فيها شخص ليس مصريا لإقناعهم بأننا مؤسسة فرنسية جاءت مصر لمدة أسبوع واحد لتصوير حلقات مع النجوم عن الربيع العربى بهدف توعية الجاليات العربية المقيمة فى أوروبا والجمهور الأوروبى عموما وقد قامت بتلك المهمة إيمان مبارك باسم «أماندا» كمعدة للبرنامج فى جزأيه الأول والثانى ثم مذيعة فى الثالث.
وأضاف: اخترنا مجموعة من الشخصيات بناء على اتجاهاتها الفكرية والسياسية من الأحداث الأخيرة والبرنامج كان عبارة عن «ترمومتر» لقياس درجة المشاعر الإنسانية والوطنية للضيوف عندما يفاجأون بوجودهم داخل قناة إسرئيلية على أرض مصر وهى الجزئية التى حققت عنصر المفاجأة.
منى عبدالوهاب «سارة» مذيعة الجزأين الأول والثانى قالت: ركزت استعداداتى على شكل «سارة» وعلى الجانب المتعلق بشخصية المذيعة الإسرائيلية فابتكرت أسلوبها فى الحديث أمام الكاميرا وتجدنى أتحدث بلهجات مختلفة فى الحلقات حتى توصلت مع الوقت للأسلوب الأكثر إقناعا بأن سارة إسرائيلية. وأضافت: كنت أتعامل بشكل رسمى جدا قبل بدء التصوير حتى يشعر الضيف بالتوتر حيالى ثم أجعله يستريح قليلا من خلال وصفى له بشكل جيد فى المقدمة.
إيمان مبارك «أماندا» التى عملت رئيس تحرير فى الجزءين الأول والثانى ومذيعة فى الجزء الثالث قالت: كان اعتمادى الأكبر فى استفزاز الضيوف ليس قائما على الأسئلة التى تطرح ولكن على شخصيتين هما «ديفيد وميشيل» اللذان قام بهما معدا البرنامج عمرو علاء وعمرو صلاح، حيث اعتمدا على النظرات المريبة باعتبارهما ممثلين للجانب الإسرائيلى والدفاع عن القضية الإسرائيلية ثم تكون مهمة المذيعة فى الضغط على الضيف بالأسئلة. وأضافت: أما عن أكثر المواقف صعوبة لى فكنت أواجهها مع الضيوف العرب خاصة الفلسطنيين لاعتبارين الأول اللهجة الشامية التى أتحدث بها قد تكشف فى أى وقت وبذلك يفشل المقلب والثانى هو الاعتبار الإنسانى لأن القضية حساسة جدا بالنسبة لهم ورد فعلهم تجاهنا غير مأمون بالمرة.
عمرو علاء الذى قام بدور «ميشيل» الإسرائيلى مدير القناة، قال: كنت أقف متربصا للضيف بينما يسير الحوار بطريقة طبيعية وفى ذلك الوقت أتعمد أن أفتعل بعض الحركات خلف الكاميرا تلفت نظره وتثير غضبه كأن أغضب من تهجمه على إسرائيل وأن أظهر قلقى تجاه آرائه السياسية. وعندما يحين الوقت المناسب أنقض على الضيف وأوقف تصوير الحلقة باعتبارى صاحب القناة ثم أفاجئه بأننا إسرائيليون وأننا نطلب منه أن يقوم بالتطبيع من خلال هذه القناة وهذا البرنامج.
عمرو صلاح الإسرائيلى الثانى قال: واجهنا العديد من ردود الأفعال غير المتوقعة وقد تراوحت بين حالات هيستيرية أو صمت تام أو رعشة فى أنامل اليد وفى ذلك الوقت يتم التعامل معه حسب حالته بالاتفاق مع المخرج أحمد العربى