صدر عن مكتبة الإسكندرية عدد جديد من سلسة "أوراق" وهي سلسلة تصدرها وحدة الدراسات المستقبلية بالمكتبة حول علم المستقبليات، كما يضم العدد دراسة بعنوان "الجدل حول مستقبل القوة الأمريكية". يعرض العدد الجديد لنموذج من الجدل الدائر في الولاياتالمتحدة، ويشغل حيزا كبيرا من اهتمام مراكز الأبحاث بالقدر الذي تهتم به مراكز صنع القرار داخل مؤسسات الدولة الأمريكية، وهو الجدل حول مستقبل الولاياتالمتحدة كقوة عظمى وموقعها في البنية المستقبلية للنظام الدولي، في ظل تحولات القوة العالمية، وأبرزها صعود القوى الآسيوية، وعلى رأسها الصين.
ويقوم هذا العدد بتقديم نموذج للآراء التي تتقاسم هذا الجدل، والتي قام بترجمتها والتعليق عليها الباحث محمد العربي، ويتقاسم هذا الجدل تياران، الأول هو التيار الذي يذهب إلى حتمية أفول القوة الأمريكية، وتعبر عنه الواقعية السياسية، ويمثلها هنا مقال عالم السياسة ستيفن والت، فيما يذهب التيار الثاني إلى استمرار الولاياتالمتحدة في قيادتها للعالم في المستقبل، ويعبر عن هذا التيار الفكر المحافظ القومي ونموذجه هنا المؤرخ الأمريكي، روبرت كاجان.
ويقول الباحث: "إن العالم العربي يحظى بجزء هام في هذا الجدل حول تاريخ القوة الأمريكية ومستقبلها فقد كان مجالا هاما لفرض هيمنتها، ويتفق الطرفان على أن الولاياتالمتحدة قد فقدت قدرتها على توجيه الأمور سواء فيما يتعلق بعملية السلام، التي تسعى لاستكمالها لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ومؤخرا فيما يتعلق بثورات الربيع العربي."