أظهرت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون ألمان، أنه يمكن لآلاف المرضى الذين يعانون من آلام والتهاب المفاصل أو «الروماتويد» أن يعيشوا لفترة أطول، بفضل تناول القليل من العقاقير المستخدمة في علاج التهاب المفاصل، حيث تقلل من فرص الوفاة بنسبة تصل إلى 50%. وقال الباحثون بالمركز الألماني لأبحاث الروماتيزم في برلين، إن المرضى الذين تلقوا علاجات بيولوجية، «وهي الأدوية المنصوص عليها في الوقت الراهن في الحالات الشديدة عندما تفشل العلاجات التقليدية» كانوا أقل عرضة للوفاة، بسبب مشاكل صحية خطيرة على مدى الثلاث سنوات القادمة .
ووجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا مؤخرا علاجات بيولوجية تعالج أحد اضطرابات جهاز المناعة المزمنة الناجمة عن فرط نشاط خلايا معيَّنة، والتي تؤدي إلى إنتاج بروتينات يتم إنتاجها بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى حدوث التهابات وآلام وتشوهات في المنطقة المصابة، كانوا عرضة للوفاة بمقدار النصف، مقارنة بالمرضى الذين تلقوا الأدوية المعتادة المضادة للروماتيزم .
كما أشاروا، إلى أن المرضى الذين يتناولون العقار البيولوجي «ريتوكسيماب» كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة وصلت إلى 40%، مقارنة بالذين تعاطوا الأدوية المعتادة.
ويقدر العلماء أن 21 شخصا من إجمالي ألف شخص يستخدمون العقاقير المعتادة في علاج التهاب المفاصل سيموتون خلال عام، مقارنة ب11 شخصا استخدموا العلاجات البيولوجية و13 شخصا استخدموا عقار «يتوكسيماب» .
وقد حققت العلاجات البيولوجية ثورة في علاج هذه الالتهابات، مثل التهاب المفاصل «روماتويد»، وداء «كرون»، والتهاب المفاصل الصدفي، والصَّدفية، نظرا إلى فعاليتها وسرعة بداية عملها، ودرجة تقبلها من الجسم، وقد أدت إلى تحول في إدارة معالجة هذه الأمراض من علاج لتخفيف الأعراض الناتجة عن هذه الأمراض، إلى علاج يعتمد على آلية المرض .