لم تفلح المشاورات المغلقة، التي عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الخميس، وقبلها بساعات قليلة، اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الرسمي، في تقريب وجهات نظر الدول الأعضاء بالجمعية العامة، بشأن سبل التعامل مع الملف السوري، وكيفية الخروج من الأزمة الحالية التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 10 آلاف قتيل. وبعد ساعتين من المشاورات المغلقة في قاعة مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الخميس، انطلقت تصريحات متضاربة بين كوفي عنان والمندوبة الأمريكية سوزان رايس من ناحية، ومن ناحية أخرى، أوضح غالبية مندوبي الدول الأعضاء بالمجلس، العديد من النقاط، منها دور إيران وتركيا في الأزمة، واقتراح عنان الجديد، ودعوة موسكو لعقد مؤتمر دولي، واقتراح فرض عقوبات جديدة على سوريا، تحت البند السابع.
ومن جهته، أعرب المندوب الدائم لروسيا لدى الأممالمتحدة، السفير فيتالي تشوركين، عن رفضه لأي حديث عن التهديد باستخدام القوة لتغيير النظام في سوريا. معربًا عن موافقة بلاده على اقتراح كوفي عنان، إنشاء مجموعة اتصال من دول مثل إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وقال: "إن هذه الدول تستطيع أن تلعب دورًا في الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في سوريا".
جامعة الدول العربية
أما الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي؛ فقد أكد أن الجامعة العربية ترغب في أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات، لكنه لم يحددها لضمان التطبيق الكامل الفوري لخطة عنان، في إطار زمني محدد، عبر اللجوء إلى أحكام الفصل السابع من الميثاق، ثم أكد على نقطة هامة، وهي أن جامعة الدول العربية لا تدعو مجلس الأمن إلى استخدام القوة أو الخيار العسكري ضد سوريا.
وفيما يتعلق بدور إيران، فقد أعرب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان عن أمله في أن تصبح إيران جزءًا من حل المشكلة في سوريا. وقال: "إن إيران دولة مهمة، ويمكن أن تلعب دورًا في هذا الحل"، وهو ما أكده بوضوح المندوب الروسي، السفير فيتالي تشوركن.
لكن المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، السفير سوزان رايس، انتقدت بشدة تصريحات كوفي عنان، وقالت: "إن بلادها ترى أن إيران جزء من المشكلة، ولا يمكن اعتبارها جزءًا من الحل".