عبدالعزيز صبره، ومحمود العربى: والإسكندرية محمد نصار، ونشوى فاروق، وإبراهيم جودة كشفت مصادر مسئولة ل«الشروق» أن الحكومة فى طريقها لاتخاذ قرارات بتطبيق إجراءات مشددة لمحاربة تهريب السولار والبنزين، بواسطة شرطة التموين، والاستعانة بوحدات من القوات المسلحة، يأتى ذلك فيما أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن أزمة الوقد ستنتهى خلال يومين، وأن هناك كميات كبيرة من الوقود دخلت الموانئ المصرية، وستعمل على إنهاء الأزمة.
وقال رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، فتحى عبدالعزيز، «تم تشكيل مجموعات عمل إضافية بالتنسيق مع الإدارة العامة لمباحث التموين، ومخاطبة مديرى المديريات بضرورة مراقبة محطات التعبئة فى مختلف المناطق، للتأكد من وصول الكميات وبيعها للمواطنين، تحت إشراف مفتشى التموين، ولعدم تلاعب البعض فى الكميات خاصة السولار».
وأضاف: «الوزارة لديها غرفة عمليات مركزية لمتابعة التقارير اليومية من مديريات التموين، لمعرفة المناطق التى تعانى نقصا فى الكميات ومخاطبة وزارة البترول بضخ كميات إضافية لها لتفادى الأزمة».
فى ذات السياق، قال وكيل أول وزارة البترول محمود نظيم، إن اجتماعا مشتركا عقد بين مسئولين من 3 وزارات هى: البترول والثروة المعدنية، ووزارة التموين والتجارة الداخلية، ووزارة الداخلية، مع مسئولين من جهات سيادية ناقش الحلول والإجراءات التى يجب اتخاذها للتصدى لعمليات تهريب الوقود المدعم وبيعه فى السوق السوداء أو تهريبه خارج الحدود.
وأكد نظيم أن الاجتماع توصل لاتخاذ إجراءات مشددة لمراقبة ومتابعة شحنات الوقود من سولار وبنزين ونقلها لمحطات الوقود ومتابعة وضبط عمل تلك المحطات على مستوى الجمهورية، وأشار نظيم إلى الاتفاق على إمكانية تدخل القوات المسلحة لمعاونة الشرطة فى تنفيذ تلك الإجراءات إذا لزم الأمر.
ووفقا لجولة قامت بها «الشروق» بدأت طوابير السيارات تتناقص نسبيا أمام محطات البنزين بالقاهرة الكبرى، إلا أن بعض المحافظات لا تزال تعانى من نقص الوقود.
ففى محافظة كفر الشيخ أصيب ثلاثة أشخاص أمس بإصابات طفيفة وكدمات، بسبب مشادات عنيفة بينهم أمام محطة وقود بالمحافظة، على أسبقية الحصول على السولار وتم نقلهم إلى المستشفى العام لإسعافهم.
وشوهد كثير من المواطنين، وبخاصة الفلاحون، يحملون الجراكن الفارغة، ويجوبون الشوارع بحثا عن السولار، كى يتمكنوا من مباشرة أعمالهم فى موسم الحصاد، مؤكدين أن السوق السوداء تتلاعب بالوقود، وترفع أسعاره، والدولة مش حاسة بينا، ولا بمشاكلنا».
أما فى الإسكندرية، فأمرت نيابة الميناء أمس، بالتحفظ على 30 ألف لتر سولار تم ضبطها داخل الميناء حال محاولة تهريبها خارج البلاد.
كانت معلومات وردت لإدارة البحث الجنائى التابعة لشرطة الميناء تفيد بقيام إحدى شركات التجارة والملاحة بمحاولة تهريب منتجات بترولية محظور تداولها خارج البلاد. وبالتحريات تبين قيام الشركة بتقديم بطلب إلى الجهات المعنية بشحن حاويتين إلى خارج البلاد، وتبين أن الحاويتين، سبق أن دخلتا إلى مصر عن طريق ليبيا برا، عبر جمرك السلوم بنظام الترانزيت غير المباشر لإرسالها إلى دولة تنزانيا بحرا، وأن أوراقهما تفيد بأنها لمادة خاصة بإزالة الأحبار.
وعقب تقنين الإجراءات تم تشكيل لجنة من شرطة الميناء ووزارة البترول ومصلحة الجمارك لسحب العينات من مشمول الرسالة والتى أثبتت أن المنتج المصدر ليست مادة خاصة بإزالة الأحبار وإنما منتج بترولى عبارة عن منتج وقود ملوث ومضاف إليه مادة ذات طبيعة «أوليفينية» وهى من المنتجات البترولية المحظور تداولها إلا بموافقة الهيئة المصرية للبترول وتم تحرير المحضر اللازم.
فى القليوبية، ظلت أزمة الوقود على حالها، وسط تكدس للسيارات على محطات البنزين والسولار، ونشوب بعض المشاجرات بين السائقين.
على جانب الأزمة، اشتكى كثير من المواطنين، من استغلال أصحاب الميكروباص من رفع الأجرة، وقامت أجهزة الأمن بالاشتراك مع مباحث التموين حملة مكبرة على المحطات لضبط المتلاعبين فى قرى ومدن المحافظة وأسفرت عن ضبط كميات كبيرة من البنزين والسولار.