سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشروق ترصد كواليس أول مناظرة رئاسية في تاريخ مصر بين موسى وأبو الفتوح أحد مساعدي موسى طلب التواصل معه خلال الحلقة.. وحرس أبو الفتوح تمسك بالتواجد داخل الاستوديو.. وإدارة المناظرة ترفض
دخل عبد المنعم ابو الفتوح الاستديو، كادت اقدامه تتعثر.. في انتظاره وقف يسري فودة ومنى الشاذلي.. لحظات ودخل عمرو موسى كاد ان يتعثر هو الاخر "خد بالك في عتبه هنا" قالها أبو الفتوح مداعبا موسى.. ووقف الاثنان في انتظار أن تضاء أنوار الاستديو وتبداء المواجهة بينهما. كان أبو الفتوح أول من وصل إلى مدينة الإنتاج الإعلامي.. في انتظاره كان يقف مؤيدوه عند البوابة الثانية حاملين صورة وهاتفين باسمه.. دقائق ووصل عمرو موسى ترجل من سيارة دفع رباعية واستقبله عدد من أنصاره بالتصفيق، وسريعا انزوا كلا إلى غرفته يحيط به ما بين 14 و15 من مؤيديه.
جلس موسى واضعا ساقا على ساق ومرتديا نظارته الطبية يراجع في ملف أزرق ربما بعض محاور المناظرة التي تجمعه مع منافسه الرئيسي، على الأقل عبر استطلاعات الرأي عبد المنعم ابو الفتوح.
"مش شايف إن لازم نزين نفسنا.. خليني كده أحسن".. قال موسى معلقا على الماكيير الذي دخل الغرفة لتجهيزه للاستديو.. على بعد مترين لا أكثر جلس ابو الفتوح في غرفة أخرى يحتسي فنجان من القهوة "المظبوطة"، "فنحن وسطيين في كل شيء".. قال ضاحكا.
بدلة سوداء ورابطة عنق حمراء داكنة وقميص أبيض، هكذا اختار المرشح الرئاسي ألوان علم مصر ربما عن قصد ليقف أمام موسى الذي اختار ألوانه كلها من درجات الأزرق.
التوتر سيطر على الأجواء في ستديو قناة أون تي في.. التجربة جديدة على الكل: مناظرة تاريخية هي الأولى في مصر والعالم العربي على الإطلاق، والأهم أنها مناظرة جاءت على وقع ثورة.
مذيعون وعاملون في كل مكان، لم يسبق أن اجتمعوا معا في عمل إعلامي واحد؛ يسري فودة ومنى الشاذلي اللذان يداران المناظرة، ومعهما عمرو خفاجي وريم ماجد وعمرو الشوبكي وحافظ الميرازي.. الاربعة أداروا ستديو تحليلا شرحوا فيه قواعد المناظرة واستطلاعات الرأي التي دفعت باختيار موسى وأبو الفتوح لهذ المناظرة التي تتم برعاية قناتي أون تي في ودريم وجريدتي الشروق والمصري اليوم.
عرض مديرو الاستوديو أجزاءً من أول مناظرة في التاريخ بين نيكسون وكيندي في الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتجنباً لتوتر منتظر تم تجهيز كل تفاصيل المناظرة عن طريق القرعة.. أي المنافسين يدخل اولا، أيهما يتم الترحيب به أولا، أيهما يستقبل السؤال الأول، من يقف يمينا ومن يسارا.
تم تقسيم المناظرة إلى جزئين، تحمل كلا منها 12 سؤالا، والإجابة بالتناوب، وهكذا رحبت منى الشاذلي بأبو الفتوح اولا وقدم يسري فودة عمرو موسى الذي استقبل السؤال الأول.
في غرفة التحكم كان أحد أعضاء حملة عمرو موسى يتفاوض ليتابع المناظرة وربما "لو حبيت أقوله حاجة"، هذا غير مقبول.. هكذا جاء الرد من العاملين في الكنترول مجبيرين الرجل على الخروج ومعه من تبين لاحقا أنه نجل أبو الفتوح.
لم تكن الأزمة الوحيدة، سبقها مفاوضات من حرس أبو الفتوح الذي أراد أن يتواجد داخل الاستديو مع مرشحه وهو ما قطعه ألبير شفيق بالرفض.
تجاوزت الساعة التاسعة بربع ساعة وانطلقت المواجهة.. في الغرفتين تزاحم مناصرو موسى وأبو الفتوح.. جلس السفير هشام يوسف ماسكا بقلمه يتابع مرشحه ويدون ملاحظات حول ما يقوله مرشحه موسى الذي أخذ مبادرة مناوشة منافسه؛ مناوشة تطورت إلى اشتباكات "لديك التباس، معلوماتك ربما غير دقيقة"..قال موسى موجها كلامه لأبو الفتوح.
كانت الغرفة مكتظة بأعضاء حملته الذين افترشوا الارض وهم يتابعون ردود أبو الفتوح الذين تحدث عن هؤلاء الذين "كانوا جزءا من النظام وارتكبوا فسادا أو سكتوا عن فساد"، في إشارة مباشرة إلى منافسه.
موسى خرج عن قواعد المناظرة واختار التعقيب على أبو الفتوح في أكثر من موضع ودافع عن نفسه: "سقط النظام ورجاله ولم أكن من بينهم".. مداخلات تؤشر إلى مناظرة فيها قدر من السخونة.. ساعة مرت ثم استراحة لالتقاط الأنفاس.