أثار إعلان مجموعة سلفية بألمانيا عن بدء حملة مجانية لتوزيع 25 مليون نسخة مترجمة من القرآن الكريم إلى الألمانية على المارة في أهم شوارع بثلاث دول ناطقة بالألمانية هي (ألمانيا، النمسا، وسويسرا)، حالة من القلق لدى الجهات الرسمية ووسائل الإعلام النمساوية. وكان المارة بفيينا قد لاحظوا ظهور شباب يقوم بتوزيع نسخ مجانية من القرآن الكريم تحت عنوان "حملة القرآن"، وذلك في الوقت الذي ظهر فيه مقطع فيديو على أحد شبكات التواصل الاجتماعي يصرح فيه أحد القائمين على الحملة بأن الهدف من الحملة هو تعريف غير المسلمين بالديانة الإسلامية، مطالبا المسلمين في نفس الوقت بمراعاة سلوكهم لإعطاء صورة صحيحة عن الإسلام.
وعلى الجانب الرسمي النمساوي، ظهرت تصريحات تؤكد أن المسئولين في جهاز حماية الدستور التابع لوزارة الداخلية النمساوية يتابعون عن كثب أنشطة الحملة التي أكدوا أنها لا تحمل حتى الآن تهديدات أمنية، وذلك على الرغم من اعترافهم بشعورهم بالقلق من وقوف مجموعات سلفية وصفوها ب"المتطرفة" خلف هذه الحملة.
وقال توماس شمدنجر خبير الشئون السياسية والإسلامية بالنمسا - فى تصريح له - "إن الحملة تندرج تحت بند حرية العقيدة والأنشطة الدعائية للديانات المختلفة، مؤكدا عدم إمكانية وقف أنشطة الحملة قانونا طالما إلتزمت بالخطوط المعروفة المسموح بها في النمسا، رافضا وصف كل السلفيين بالمتطرفين".
يشار إلى أن وسائل الإعلام النمساوية ذكرت أن الحملة ترجع إلى رجل أعمال يقيم في ألمانيا من أصل فلسطيني يدعى إبراهيم أبو ناجي كان قد أعلن عن تدشين الحملة تحت عنوان "أقرأ باسم ربك الذي خلق"، وأنه يقع تحت رقابة السلطات الألمانية مثل بقية السلفيين المتشددين.