أثناء جولته الانتخابية هرب الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي أمام مجموعة من المحتجين رشقوه بالبيض اعتراضا على سياسته المنحازة للأغنياء على حساب الفقراء. واضطر ساركوزى لدخول أحد البارات في بايون "بيبرينس أتلانتيك" شمال فرنسا للاحتماء من رشق مئات المتظاهرين له بالبيض.. ليرد المتظاهرون برشق البار وهم يهتفون "ساركوزى رئيس الأغنياء.. ارحل ارحل". وهتف المتظاهرون "ساركوزي رئيس الأثرياء وباطل.. واغرب عنا".
وتزاحم المتظاهرون حول الرئيس أثناء تجوله في شوارع ضيقة بالمدينة المحصنة. وهتف بعض المتظاهرين شعارات تطالب بمنح بالمزيد من الحكم الذاتي لإقليم الباسك وألقوا أوراق اقتراع مقلدة في وجهه.
ووصف الرئيس الفرنسي الذي يخوض حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية من قاموا برشقه بالبيض بأنهم مجرد مجموعة من الانفصاليين الباسك (إقليم الباسك) الذين لا يعرفون احترام الحياة والديمقراطية والجمهورية”. ووصف ساركوزى الذي كان يحتمي في داخل أحد البارات انضمام عدد من أنصار الحزب الاشتراكي للمتظاهرين بأنه من أجل ترويع "المواطنين الذين كانوا يرغبون في التحدث معي". وانتقد الرئيس الفرنسي قبل خروجه من المكان ما أسماه ب”السلوك المعيب لحزب سياسي ديمقراطي” في إشارة إلى الحزب الاشتراكي اليساري.
ومن جانبها، اتهمت نتتالى موريزيت المتحدثة الرسمية باسم حملة ساركوزى الانتخابية “الحزب الاشتراكي” بتنظيم “مظاهرات شوارع” ضد الرئيس المرشح خلال زيارته التي تأتى في إطار جولاته الانتخابية. ودعت المتحدثة الحزب الاشتراكي الفرنسي إلى ضرورة “احترام قواعد التنافس الديمقراطي”
وتمثل الحادثة نذير شؤم لساركوزي المقبل على انتخابات رئاسية حيث تعددت حوادث خروج المسئولين من السلطة عالميا بعد قذفهم بالبيض أو نحوه . فمن قبل تعرض الاشتراكي ليونيل جوسبان للرشق بالطوب في جامعة بير زيت الفلسطينية فانهزم في الانتخابات الرئاسية وغادر من الدور الأول. وتم رشق جورج بوش الابن بحذاء في بغداد وغادر الحكم. وتم رشق رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بجسم صلب وغادر بدوره رئاسة الوزراء. وقال شهود عيان إن الرئيس الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه في -أبريل المقبل اضطر لدخول حانة بينما شرع بعض المتظاهرين في رشقه بالبيض.
وحاول ساركوزي أثناء حديثه مع الصحفيين في الحانة أن يلقي باللوم في الحادث على منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند متهما ” نشطاء السيد هولاند الاشتراكي بمشاركة نشطاء الاستقلال في مظاهرات عنيفة لإرهاب الناس المهذبين الذين يريدون شيئا واحدا فقط ” مخاطبا إياه ” تعال وقابلني وتحدث معي”. وحمل بعض النشطاء أثناء المظاهرة لافتات تظهر عليها ملامح هولاند. وجرى نشر شرطة مكافحة الشغب لإبعاد المحتجين من المنطقة. وعاد ساركوزي خلال ساعة ليكمل مشواره. كما طالب جون فرانسوا كوبيه أمين عام الحزب الحاكم، فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكي اليساري الفرنسي في الانتخابات والأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي “إلى ضرورة إدانة هذه المظاهرات وما تعرض له رئيس البلاد”.