أجمع عدد من الفنانين المشاركين بالاحتفالية الخاصة بصدور الأعمال المسرحية الكاملة للشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، على أن ثورة 25 يناير أعادت اكتشاف قيمة الكتاب والمبدعين الراحلين وعلى رأسهم عبد الصبور، بعد أن تم طمسها لسنوات بغرض عدم التواصل مع تلك الإبداعات الإنسانية. وقال الفنان خليل مرسي، خلال الاحتفالية التي أقيمت بسراي الاستثمار (1) ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم السبت، إن مسرح صلاح عبد الصبور عاش ويعيش لأنه مسرح يحمل القيم الإبداعية والثقافية للمجتمع المصري .
وأضاف أن عبد الصبور طوع موهبته الشعرية لخدمة الدراما المسرحية ومن ثم إعلاء قيمة الكلمة، والإبداع، وقاوم بهما الاستبداد، مستشهدا بمقاطع من مسرحية "مأساة الحلاج" التي اعتبرها درة أعماله المسرحية.
من جانبها، قالت الفنانة معتزة صلاح عبدالصبور، نجلة الشاعر الراحل، إنه من المهم الآن تقديم نص "مأساة الحلاج" لأنه يقدم أفضل علاقة بين الإنسان وربه، ويطرح فكرا مغايرا لما قد نقبل عليه.
وأضافت أن عبد الصبور (الأب والإنسان) كان يحمل نفس السمات الإبداعية للكاتب الراحل، وهو نفس ما يقرأه الناس في إبداعه فهو شخصية متسامحة لأبعد مدى، ومع مرور الوقت تعيد اكتشاف شخصيته من جديد.
وتابعت: "ثورة 25 يناير أعادت اكتشاف القيم الإبداعية المهدرة وعلى رأسها صلاح عبد الصبور، لافتة إلى أن هذه القيم كان يتم التعتيم عليها حتى لا يتواصل الناس معها، وأوضحت أنه بعد الثورة أقبل الناس بشكل تلقائي على هذه القمم الإبداعية، وأثناء اعتصام الشباب في ميدان التحرير منذ 25 يناير كانت تتردد أشعار الراحل بين الشباب".
بدوره، قال الفنان هناء عبد الفتاح، إن إبداع صلاح عبد الصبور متجدد، والآن أصبح أكثر تجديدا ومعاصرة مما سبق، وكأننا نعيد اكتشاف هويتنا المصرية والعربية، لأن إبداع عبد الصبور جسد أحلام وطن.
وأضاف أن جيل الستينيات تعلم على يد عبد الصبور وكان نافذته على الإبداع العالمي والمحلي، نظرا للشجاعة التي كان يمتلكها، وأن كتابات عبد الصبور النقدية فتحت الآفاق للفنانين الشباب للتعرف على الأدب العالمي وكان بالنسبة للشباب الرجل الذي يسافر للخارج وينقل لنا الإبداع العالمي .
وأشار عبدالفتاح إلى أن عبدالصبور اهتم بثلاثة محاور كانت يحمل همومها تماما وهي الثقافات المصرية والعربية والعالمية، وأصبح من خلالها رائدا للمسرح الحديث والشعر، فتشعر من خلال مسرحياته الدراما تتزاوج مع الشعر شديد العذوبة.