شهدت قاعة المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية الليلة الماضية إعلان أسماء الفائزين بجائزة مؤسسة ساويرس الثقافية في مجالات الأدب والرواية والقصة القصيرة في دورتها السابعة لعام 2011 والتي أقيمت تحت شعار "عام على الثورة المصرية ومئوية نجيب محفوظ" وتم خلال الحفل تكريم الأدباء الراحلين خيري شلبي وصلاح مرعي وإبرهيم أصلان الذي رحل منذ يومين فقط. وحصل الأديب الكبير إبراهيم عبدالمجيد على جائزة أفضل رواية فرع كبار الكتاب وقيمتها 100 ألف جنيه عن رواية "في كل أسبوع يوم جمعة" فيما حصل الكاتب الكبير أحمد الخميسي على جائزة أفضل مجموعة قصصية فرع كبار الكتاب وقيمتها 100 ألف جنيه عن مجموعته القصصية "كناري".
وحصل على المركز الأول لجائزة أفضل رواية فرع الشباب وقيمتها 40 ألف جنيه رواية "كوكب عنبر" للروائي محمد ربيع ، فيما حصد المركز الثاني وقيمته 30 ألف جنيه رواية "سيدي براني" للكاتب محمد صلاح العزب.
وحصل علي المركز الأول لجائزة أفضل مجموعة قصصية فرع الشباب وقيمتها 40 ألف جنيه مجموعة "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها" للكاتب طارق إمام ، بينما حصل على جائزة المركز الثاني لأفضل مجموعة قصصية وقيمتها 30 ألف جنيه مجموعة "مثلث العشر" للكاتب شريف صالح.
وأعلن علي أبو شادي مقرر لجنة جائزة أفضل سيناريو فرع كبار الكتاب عن حجب الجائزة حيث لم يرق أي سيناريو من ال 42 المقدمة للجنة إلى مستوى الجائزة ، وحصل سيناريو بعنوان "أوضتين وصالة" للكاتب محمد صلاح العزب على جائزة أفضل سيناريو فرع الشباب وقيمتها 80 ألف جنيه عن متتالية "حجرتان وصالة" للروائي الراحل إبراهيم أصلان.
أما جائزة أفضل نص مسرحي والتي أعلنتها الفنانة سميحة أيوب وقيمتها 100 ألف جنيه ذهبت إلى مسرحية "المؤرقون" لعماد مطاوع ، وحصل على المركز الثاني مناصفة مسرحية "لكنها تدور" للكاتب بيتر إسكندر ومسرحية "الفخ السرمدي" لحمدي علي الدين.
تمنح الجائزة مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في مجال الأدب المصري في الرواية والقصة القصيرة ، وقد بدأت المؤسسة منح جوائزها منذ الدورة الأولى في ديسمبر عام 2005 ، وتهدف الجائزة إلى تنشيط الحركة الأدبية في مصر وتشجيع صغار الكتاب على الإبداع الفني وتحسين فرص ظهور المواهب الحديثة.
الرواية الحائزة على الجائزة الأولى في فرع كبار الكتاب للأديب إبراهيم عبدالمجيد تحمل اسم "في كل أسبوع يوم جمعة" وصدرت عن الدار المصرية اللبنانية ، وتقع في 400 صفحة من القطع المتوسط ، فيها يخوض إبراهيم عبدالمجيد مغامرة جديدة على عالمه الروائي الذي عرف عنه ، حيث يمكن القول إن الروائي استطاع التعامل بنجاح مع مستجدات عصره وواقعه ، وهى جديدة لغة وفكرة وأسلوبا.
وقد اختار الكاتب خلال الراوية أحد المواقع على الإنترنت والذي تشترط صاحبته قبول أعضاء جدد في يوم الجمعة فقط من كل أسبوع، وبتوالي دخول الأعضاء الجدد ، ويحكي كل منهم حكايته ، ومسيرة إبراهيم عبدالمجيد الروائية أهلته ؛ ليكون واحدا من روائيي مصر الكبار ، وهذه روايته ال (13) بعد: شهد القلعة، وعتبات البهجة، وبرج العذراء، وطيور العنبر، ولا أحد ينام في الإسكندرية، والبلدة الآخرى .. غير مجموعاته القصصية المهمة مثل : ليلة أنجيلا، وسفن قديمة، والشجرة والعصافير، وإغلاق النوافذ، وفضاءات.
والكاتب أحمد الخميسي الفائز بجائزة أفضل مجموعة قصصية فرع كبار الكتاب من مواليد حي المنيرة في بالقاهرة ، ونشأ في أسرة محبة للثقافة في حي السيدة زينب ، وبدأت قصصه القصيرة في الظهور مبكرا، فنشر أول قصة له في مجلة "صباح الخير" بعنوان "رجل صغير" ، وعمل الخميسي صحفيا في مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية.
والمجموعة القصصية الفائزة بالجائزة والتي تحمل اسم "كناري" صدرت عن مؤسسة أخبار اليوم وتحتوي على قصص غاية في التكثيف والعمق ، تفتح الخيال إلى عوالم مليئة بالإحساس والمعنى ، وتحمل بعدا فلسفيا لمن يطلق لتفكيره العنان في المعنى والمغزى ، حيث استطاع أن يغوص في أعماق أبطاله ، وأن يستخرج منهم ما لا يعرفونه عن أنفسهم ، وهذا هو أسلوبه الذي اعتاده في مجموعاته السابقة.
وقد جاءت الرواية الفائزة بجائزة أفضل عمل في فرع الشباب بعنوان "كوكب عنبر" للأديب الشاب محمد ربيع ، وهو ابن جيل من الكتاب عرف الكتابة على المدونات .. كتابة أبرز خصائصها الاعتماد على السرد الصرف والمونولوج الداخلي والرواية ذات الصوت الواحد والبطل الذي يعاني دائما من الحيرة والاغتراب والضياع ، لكن ربيع في روايته الأولى ينجو مما فعله الإنترنت بجيله ويقدم لنا رواية عن شاهر الموظف بهيئة الأوقاف، الذي يتم تكليفه بكتابة تقرير حول مكتبة عامة منسية بأحد شوارع العباسية تمهيدا لهدمها وإفساح الطريق أمام خط المترو.
تتطور الأحداث وتتشابك ونكتشف أن المكتبة قد تقرر هدمها وتنتهي الرواية باتحاد صوتي الراويين شاهر وسيد الذي فشل في الحفاظ على كوكب عنبر ، ويقدم الكاتب في روايته الأولى "كوكب عنبر" سردا يعتمد على كشف مستويات الحلم والأسطورة في مدينة القاهرة العجوز كما يصفها ربيع ، والتفاصيل الخانقة للبيروقراطية المصرية ، ويتنقل خيط الحكي على طول الرواية بين صوت الشخصيتين الرئيسيتين شاهر والدكتور سيد المثقف العدمي والقارىء الدائم بالمكتبة.
ورواية "كوكب عنبر" هى إحدى ثمرات ورشة الكتابة التي تقيمها مكتبة الكتب خان ، وأشرف عليها الكاتب ياسر عبداللطيف في الفترة من مارس حتى أغسطس 2009.
والمجموعة القصصية الفائزة بالجائزة في فرع الشاب للأديب الشاب طارق إمام حملت اسم "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة.. مات فيها" ، وضمت نحو 17 قصة قصيرة ، وتقع في حدود 83 صفحة من القطع المتوسط ، وتتراوح أحجام القصص بين الصفحة وتزيد على عشر صفحات أحيانا.
ويضع طارق إمام قصة "صانع الصور" كمدخل مثالي للمجموعة التي تسيطر عليها المشهدية ، صانع الصور الذي "لا يذكر متى استغنى عن عينيه تماما مكتفيا بحدقة الزجاج ، وبصوت "الفلاش" الأليف الذي كان يخبره مرة بعد آخرى أن مهمة جديدة قد انتهت.
الكاتب مولع بالمكان الذي تتشابه تفاصيله في معظم القصص ، مكونة روابط شفافة بين القصص، والمكان مدينة ساحلية غالبا، مكان مظلم تنطق تفاصيله بالوحدة والحزن، تتنفس جدرانه وتشيخ أحيانا.