ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت أن حدة التوتر في ممرات شحن النفط بالخليج العربي تصاعدت مع إعلان الحرس الثوري الإيراني عن مناورات بحرية جديدة والذي أعقبه تخطيط إسرائيل والولاياتالمتحدة لتنفيذ مناورات مشتركة واسعة النطاق في المنطقة. ونقلت صحيفة "الجارديان" - فى تقرير أوردته فى موقعها الالكترونى- عن قائد القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري الاسلامي الاميرال علي فدوي إن التدريبات التى ستجرى في فبراير القادم ستكون مختلفة بالمقارنة مع نظيرتها السابقة التي أجراها الحرس الثوري فى منطقة الخليج والتى أنهتها البحرية الايرانية يوم الاثنين الماضى واستغرقت 10 أيام وأجرت خلالها اختبارات لمجموعة من الصواريخ الجديدة.. مع تحذير إيران من انها قد تغلق مضيق هرمز أضيق نقطة في الخليج والتى يمر بها خمس النفط المتداول في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى اعلان الجيش الاسرائيلي استعداده لاجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة لتجربة الدفاع الصاروخي والتعاون بين القوات والتى يشارك فيها الآلاف من الجنود، والتي كانت موضع ترحيب كبير من قبل المسؤولين الاسرائيليين والامريكيين باعتبارها أكبر تدريبات مشتركة .
ونقلت عن مسئول اسرائيلى لم تذكر هويته قوله أن المناورة الاسرائيلية ستجري اختبارا فى الاسابيع القليلة المقبلة لأنظمة دفاع جوي اسرائيلي وأمريكي متعددة ضد القذائف والصواريخ الواردة. وقد طورت إسرائيل نظام ارو المضاد للصواريخ الباليستية الذي صمم لاعتراض الصواريخ الإيرانية .
ويأتى هذا النشاط العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة تزايد حدة التوترات ..ففي نهاية هذا الشهر يتوقع ان يوافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على وارادات النفط الايراني عقب صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر الماضي بشأن ايران .
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية توضيح مسئولين ايرانيين بأنهم سيعتبرون حظر النفط عملا عدوانيا وقد يتم الرد عليه عن طريق اغلاق مضيق هرمز مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا قالتا انهما سيعملان على الحفاظ على خط النفط مفتوحا. وأضافت الصحيفة نقلا عن فيليب هاموند وزير الدفاع البريطاني خلال زيارته مؤخرا لواشنطن أن " تعطيل خط النفط عبر مضيق هرمز من شأنه أن يهدد النمو الاقتصادي الإقليمي والعالمي ،وأي محاولة من الجانب الايراني لإغلاق المضيق ستكون بمثابة خطوة غير قانونية وغير ناجحة ".
وأشارت الصحيفة إلى أن المبارزة المحمومة حول مضيق هرمز من شأنها أن ترفع سعر النفط الخام إلى أكثر من 100 دولار للبرميل ، وفي الوقت نفسه توجد تكهنات مستمرة بأن اسرائيل قد تهاجم برنامج ايران النووي والذي تشير اليه طهران باعتباره برنامجا مخصصا للاغراض السلمية فقط في حين تراه اسرائيل والجانب الغربي بأنه واجهة للحصول على أسلحة نووية .
و يقول المراقبون أن جميع الاطراف تستعرض قواها لرد خصومها عن اتخاذ اجراءات صارمة وفي الوقت نفسه تحذر من ازدياد فرص الاشتباك العشوائي بسبب ذلك. و من جانب اخر ترى الصحيفة أن ايران لن تستطيع هزيمة البحرية الامريكية ولكن صواريخ كروز والتي يمكن أن تطلقها من الشاطئ ومن أسطولها من الزوارق السريعة وطوفان الألغام الذي تستطيع ان تضعه في المياه سريعة الحركة في المضيق يمكن أن يخلق الفوضي.