قبل أيام من زيارة متوقعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكى للكويت، استنفرت القوات في وزارة الدفاع، ووضعت الإدارة العامة للدفاع المدني في إدارة الإطفاء على أهبة الاستعداد أمس، وذلك إثر تهديدات لمشروع ميناء مبارك الكبير، ومعلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية عن مخطط لمجموعات عراقية بالتسلل إلى الميناء للقيام بعمليات إرهابية وتفجيرية، ربطته مصادر أمنية بالتهديد الذي سبق واطلقته جماعة حزب الله العراقي قبل أشهر باطلاق صواريخ على موقع المشروع. ورغم هذه الأوضاع الأمنية الدقيقة، يسير العمل في مشروع ميناء مبارك الكبير حسب المعتاد دون أي تعطيل، حيث باشر العاملون فيه أعمالهم من مهندسين وعمال.
وأكد مدير المشروع المهندس غالب شلاش الشمري لصحيفة (الوطن) الكويتية أن العمل استمر يوم أمس بشكل طبيعي، وأنه لم يلحظ أي حركة غير طبيعية، وأضاف أن مشروع ميناء مبارك الكبير من المشاريع التنموية والقومية الكبرى في الكويت، وأن أي إثارة لن تؤدي لوقف العمل فيه مالم تكن هناك أحداث على أرض الواقع أو تعليمات عليا.
من جانبها، أكدت مصادر في وزارة الخارجية الكويتية أنها تتابع كل ما يثار في هذا الملف، وأنها رصدت كل التهديدات التي انطلقت ضد المشروع وضمنتها ملف المباحثات مع الجانب العراقي .. موضحة أن الزيارة المرتقبة للمالكي سوف تشهد بحثا موسعا لهذا الملف بما فيه من تهديدات تنطلق من فترة لأخرى، وإن كانت لا تصدر من جهات رسمية، إلا أن العراق مسئولة عن كل ما يصدر من الأراضي العراقية، وتلتزم بضمان عدم وقوع أي اعتداء على الأراضي الكويتية من أي جماعات حتى وإن كانت تعتبر غير قانونية وخارجة عن السلطة العراقية.
وعلى صعيد وزارة الدفاع، أشارت مصادر عسكرية كويتية إلى أن وحدات من الجيش الكويتي تقف على أهبة الاستعداد وبوضع استنفار دائم في جزيرة بوبيان منذ شهر أكتوبر الماضي عندما أطلقت جماعة حزب الله العراقي تهديداتها بقصف المشروع، ولديها توجيهات صريحة وواضحة بسرعة الرد الحاسم والصارم على أي اعتداء على موقع المشروع.
كان ميناء مبارك قد تعرض في شهر رمضان الماضي إلى قصف بالصواريخ من منطقة بجنوب البصرة من قبل جماعات إرهابية عراقية، لكنها سقطت في البحر دون أن تؤدي إلى أي أضرار.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حينها إن لجنة تحقيق تم تشكيلها، كما تم ضبط السيارة التي أطلقت منها الصواريخ .. مؤكدا أنه أمر لا نرضاه أبدا ونقف عنده بحزم، وسنضرب بقوة أي أعمال من هذا النوع، ولن نسمح لهذه المجاميع أن تقوم بكل ما من شأنه التأثير على علاقاتنا مع الدول الشقيقة.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين العراق والكويت توترا بشأن خلافات موجودة أصلا منذ غزو عام 1990، إلى جانب أزمة ميناء مبارك الذي يقول عنه العراقيون إنه سيؤدي إلى تضييق في الممر المائي، حيث قامت الكويت في السادس من أبريل الماضي بإنشاء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان القريبة من السواحل العراقية، وذلك بعد سنة تماما من وضع وزارة النقل العراقية حجر الأساس لمشروع إنشاء ميناء الفاو الكبير، مما تسبب بنشوب أزمة بين البلدين.
ففي الوقت الذي يرى فيه الكويتيون أن ميناءهم ستكون له نتائج اقتصادية واستراتيجية مهمة، يؤكد مسئولون وخبراء عراقيون أن الميناء الكويتي سوف يقلل من أهمية الموانىء العراقية، ويقيد الملاحة البحرية في قناة خور عبدالله المؤدية إلى ميناءي أم قصر وخور الزبير، ويجعل مشروع ميناء الفاو الكبير بلا قيمة.
وهدد العراق باللجوء إلى الأممالمتحدة في حال اكتشف وجود أضرار اقتصادية وملاحية قد يسببها الميناء الكويتي.