ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء إنه بعد رحيل القوات الامريكية المقاتلة من العراق بيوم واحد، يواجه العراق أزمة سياسية خطيرة بعد قيام الحكومة ذات الأغلبية الشيعية بإصدار أمر بإعتقال طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراق. وأشارت الصحيفة الأمريكية -في تقرير على موقعها الالكتروني- إلى أن الحكومة الشيعية تتهم الهاشمي بقيادة مجموعة من القتلة لاغتيال ضباط الشرطة والمسئوليين الحكوميين.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاتهامات المثيرة أثارت رد فعل قلق من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك تضع الشراكة الضعيفة بين أعضاء الحكومة العراقية على حافة الانهيار.
وقالت الصحيفة أيضا أن الاتهامات ضد الهاشمي أكدت المخاوف التي تشير إلى إمكانية قيام القادة العراقيين بإستخدام المؤسسات التي قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بإنفاق ملايين الدولارات عليها -مثل الشرطة والمحاكم والاعلام- من أقل تقوية وتعزيز نفوذهم واستخدامها ضد خصومهم السياسيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن طارق الهاشمى ذهب أمس الإثنين إلى منطقة تتمتع بشبه حكم ذاتي في شمالي كردستان، ومن غير الواضح ما إذا كان سيعود إلى بغداد أم لا، مشيرة إلى تحذيرات لبعض المسئولين الأمريكيين أصدروا عدة تحذيرات حول خطورة أمر اعتقال الهاشمي.
ونقلت الصحيفة عن تومي فيتور المتحدث باسم المجلس الأمن القومي قوله "نحن نتحدث مع جميع الأطراف وأعربنا عن قلقنا البالغ تجاه تلك التطورات، ونناشد جميع الأطراف بالعمل على حل وتسوية الخلافات بطريقة سلمية ومن خلال الحوار، في طريقة تتماشى مع دور القانون والعملية السياسية الديموقراطية.
وأكدت "نيويورك تايمز" على أن إنهيار العلاقات بين نوري المالكي رئيس الوزراء العراق وطارق الهاشمي وحزبه، جاء في وقت غير مناسب بالنسبة للادارة الامريكية، حيث يأتي في وقت ينسحب فيه الجنود الامريكيين من العراق، مشيرة الى المناشدة التي ظل يلح عليها بعض المسئوليين الامريكيين في العراق طوال السنوات الماضية لاقناع الحكومة ذات الاغلبية الشيعية بالعمل مع الاقلية السنية.
وأشارت الصحيفة إلى إن الحكومة عرضت قضية الهاشمى في بث تلفزيوني مدته نصف ساعة وكان هذا البث قد تم الترويج له بشدة وتم عرضه في وقت الذروة، ويعرض البث اعترافات ثلاثة رجال قالوا انهم ارتكبوا جرائم قتل لمصلحة الهاشمي، موضحين انهم قاموا بتفجير سيارات ومهاجمهة مواكب باسلحة كاتمة للصوت وتم مكافأتهم بأظرف تحتوى على 3 الاف دولار امريكي.