تتجه أنظار العالم بعد غد الاثنين صوب باريس حيث ستكون فلسطين على موعد مع معركة جديدة للحصول على عضويتها الكاملة بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) فى إطار المؤتمر العام للمنظمة المنعقد حاليا بالعاصمة الفرنسية. وأعلنت مصادر بالمنظمة أمس الجمعة أن التصويت سيتم الاثنين فى اليوم الذى سيتحدث فيه وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أمام الجلسة العلنية لمؤتمر اليونسكو وذلك على ضؤ التوصية التى تقدم بها فى هذا الشأن المجلس التنفيذى لليونسكو فى الخامس من الشهر الجارى بقبول انضمام فلسطين بناءا على طلب من المجموعة العربية بالمنظمة والتى تراسها مصر حاليا.
وتثير مسألة إنضمام فلسطين كعضو كامل للمنظمة الأممية ردود فعل رافضة من الغرب وخاصة من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية التى هددت بالتوقف عن دفع تمويلها لليونسكو فى حال التوصيت على إنضمام فلسطينة متججة بالقانون الاميركي ينص على قطع المساعدات المالية عن اية وكالة تابعة للامم المتحدة توافق على قبول السلطة الفلسطينية كدولة عضو كامل العضوية.
فرنسا لاتبوح بموقفها بشكل صريح بل تؤكد من خلال برنار فاليرو المتحدث باسم خارجيتها انها لم تغير موقفها بشأن إنضمام فلسطين والذى يرتكز على انه "من السابق لآوانة" أن تطلب فلسطين إنضمامها كعضو كامل فى المنظمة الأممية..موضحا أن المؤتمر العام لليونسكو ليس "المحفل المناسب ولا الوقت المناسب" أيضا.
فاليرو أكد فى أكثر من مناسبة ان بلاده على اتصال مع الدول الشريكة فى اليونسكو وأيضا مع الجانب الفلسطينى حول هذا الموضوع..موضحا "مازال أمامنا يومين" حتى الاثنين القادم موعد التصويت بالمؤتمر العام لليونسكو على إنضمام فلسطين.. مضيفا أنه "بالنسبة لفرنسا فان الأمور تجرى بمجلس الأمن الدولى بنيويورك بشأن الطلب الفلسطينى للحصول على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة".
أما اليونسكو التى ظلت صامتة منذ التوصيت لصالح التوصية..فخرجت مديرتها العامة أيرينا بوكوفا الليلة الماضية عن صمتها لتعرب عن قلقها إزاء تداعيات وقف الولاياتالمتحدة تمويلها للمنظمة فى حالة التوصيت لصالح إنضمام فلسطين لليونسكو الاثنين القادم.
وقالت بوكوفا "هناك تداعيات خطيرة ستؤدى (فى حال حدوثها) إلى تخفيض برامج المنظمة والعمل على إعادة التوازن إلى الميزانية"..مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالشق التمويلى بل أيضا بالطابع العالمى للمنظمة.
وأعربت المسئولة الدولية عن آسفها قائلة "الولاياتالمتحدة تدعم اليونسكو ولكنها محاصرة بالقوانين الصادرة منذ 20 عاما"..موضحة انه فى مصلحة واشنطن أن تبقى فى اليونسكو..مشددة انها "تقف على الحياد" فيما يتعلق بمسألة إنضمام فلسطين.. متوقعة إمكانية التوصل إلى حلول "من الآن وحتى الاثنين القادم" دون تحديدها.
وتتزامن هذه التصريحات والتهديدات أيضا مع ما يتردد فى أروقة فى أروقة اليونسكو حاليا أن هناك ضغوطا دبلوماسية كبيرة تمارس من قبل الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية على الفلسطينيين للتراجع عن ترشيحهم للحصول على العضوية الكاملة لليونسكو الذي لا تزال فلسطين تتمتع بصفة مراقب فيها..
كما يتردد أن الأوروبيين يرغبون فى إقناع الجانب الفلسطينى بالانضمام على الفور إلى ثلاثة معاهدات لليونسكو من بينها معاهدة التراث العالمى وهو ما سيسمح لهم (للفلسطينيين) بتقديم طلبات للاعتراف بمواقع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ضمن التراث العالمي للانسانية إذ يعتزمون ترشيح بيت لحم والحرم الابراهيمي في الخليل ليكونا من ضمن التراث العالمي.
وحقق الفلسطينيون أول إنتصار دبلوماسي في مسيرة الحصول على الاعتراف الدولي بدولتهم المستقلة مطلع الشهر الجارى بموافقة المجلس التنفيذى لل"يونسكو" على توصية بمنح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة.
المعارضة الأمريكية والامتناع عن التصويت من جانب عدد من الأوروبييين قابله ترحيب من الجانب المصرى والعربى حيث وصف الدكتور محمد الذهبى رئيس وفد مصر لدى اليونسكو وقتها أن إعتماد المجلس التنفيذى للمنظمة لقرار طلب إنضمان فلسطين كعضو كامل باليونسكو بانه "يوم تاريخى بكل المقاييس" ويعبر عن حقبة جديدة من نضال الشعب الفلسطينى ومنظمة اليونسكو في نفس الوقت.
وقال رئيس وفد مصرالتى تترأس حاليا المجموعة العربية لدى المنظمة أن مصر كانت من الدول المؤسسة لليونسكو إيماناً برسالتها نحو السلام ، ومصر رائدة لاتخاذ السلام منهاجاً.
وأكد أن المنطقة العربية وما تعيشه من ثورات شعبية وضعت القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها واهتماماتها "والشارع العربي لن يسمح بعد اليوم بأي استخفاف بالحقوق الفلسطينية والعربية".
ويؤكد المراقبون أنه لكي تحصل فلسطين على وضع دولة عضو في اليونسكو، يتعين ان يوافق على التوصية ثلثا الاعضاء البالغ عددهم 193 اثناء المؤتمر العام في دورته التي ستعقد من 25 اكتوبر الجارى الى العاشر من نوفمبر القادم بباريس.
ويشيرون إلى ان الموافقة على التوصية يعطى بعدا رمزيا قويا حيث تأتى بعد أيام من تقديم الفلسطينيين طلب عضوية كاملة لدولتهم في الأممالمتحدة.
ويقول المراقبون إن تغيير وضع الفلسطينيين بمنظمة اليونسكو من صفة مراقب منذ عام 1974 وحتى إلى وضع عضو كامل باليونسكو سيتيح لهم تقديم طلبات للاعتراف بمواقع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ضمن التراث العالمي للانسانية إذ يعتزمون ترشيح بيت لحم والحرم الابراهيمي في الخليل ليكونا من ضمن التراث العالمي.
وبحسب مصادر بمنظمة اليونسكو فان حق النقض (الفيتو) غير معمول به في اليونسكو خلافا لمجلس الامن الدولى وأن التوصية تحتاج أن تعتمدها اكثرية ثلثي 193 عضوا في اليونيسكو خلال المؤتمر العام للمنظمة.
وتحمل الموافقة على هذه التوصية بعدا رمزيا قويا بعيد تقديم الفلسطينيين طلب عضوية كاملة لدولتهم في الأممالمتحدة عبر مجلس الامن الدولي، وهو طلب هددت الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده بينما اقترحت فرنسا منح فلسطين وضع دولة - مراقب عبر تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة.
ترى هل ستنجح فلسطين فى الحصول على عضويتها الكاملة فى اليونسكو أم ستبقى الولاياتالمتحدة العقبة الرئيسية فى طريق الاعتراف بها (فلسطين) فى المحافل الدولية؟.