شهد مهرجان أزالاي للموسيقى الأفريقية الذي أقيم في مطلع الأسبوع بمدينة ورزازات في جنوب المغرب إقبالا جماهيريا كبيرا. وشارك في المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام عدد كبير من المغنين والعازفين الأفارقة للإحتفاء بالروابط الثقافية بين شمال الصحراء الكبرى وجنوبها. وكانت ورزازات التي يغلب الأمازيغ على سكانها محطة تتوقف فيها القوافل المتجهة جنوبا عبر الصحراء إلى أفريقيا. ويطلق على المهرجان اسم أزالاي وهي كلمة أمازيعية تشير إلى الأغنية التي كانت تنشدها القوافل خلال رحلاتها. وأكد جمال عاطف مدير مهرجان أزالاي أن ورزازات هي أنسب مكان لاستضانفة مثل هذا المهرجان.
وقال عاطف "خاصية هذا المهرجان هي أن الصلة بين أفريقيا السوداء وأفريقيا البيضاء، إن جاز التعبير، ملموسة هنا في ورزازات. ثمة عادات وتقاليد هنا موجودة أيضا في أفريقيا السوداء ولذلك فالمهرجان ينتمي إلى هنا في ورزازات."
فنانون من المغرب والسنغال وغينيا و وساحل العاج وموريتانيا والرأس الأخضر وغيرها من دول أفريقيا أمتعوا جمهور الحفلات بأغانيهم وموسيقاهم التقليدية على مدى ثلاثة أيام. كما دعي خالد شقراوي من معهد الدراسات الأفريقية في الرباط لإلقاء محاضرة خلال المهرجان عن الروابط التاريخية بين المغرب ودول جنوب الصحراء الكبرى.
وقال شقراوي "مع حلول الاستعمار والاستقلاليات انقطعت علاقتنا بين شمال الصحراء وجنوبها. وربما قد يكون للموسيقى دور كبير وللثقافة عامة دور كبير في الجمع ما بين ضفتي الصحراء على أساس أن هناك قواسم مشتركة على المستوى الفني وعلى المستوى الإبداعي وأيضا على مختلف مستويات الإنتاج الثقافي."
وتضمن المهرجان مسابقة في الطهي أتاحت الفرصة للزوار للتعرف على أصناف الطعام المختلفة في دول أفريقيا. وأكدت المغنية مو كالاميتي من الرأس الأخضر أن الموسيقى وسيلة قوية للجمع بين الشعوب. وقالت "الموسيقى تجمع كل الناس من كل الأصول. تحقق هذا الليلة من خلال عدة ثقافات أفريقية. هذا يمنح الفنانين والجمهور قوة."
واختتم مهرجان أزالاي مساء أول أمس السبت (22 أكتوبر) بحفل للمغني ألفا بلوندي من ساحل العاج المعروف بآرائه السياسية الصريحة وانتقاداته لحكام أفريقيا الذين وصلوا إلى السلطة من خلال انقلابات.
وقال بلوندي "في أوروبا العديد من الحفلات الموسيقية خلال الصيف. نستطيع أن نفعل الشيء نفسه هنا. نستطيع حتى أن ندعو فنانين أوروبيين ليقدموا عروضا هنا. شرف كبير لي أن أكون مرتبطا بهذا المهرجان الآن. لكن لا بد أن أكون في قمة فني لأستحق شرف أن أدعى إلى ورزازات لأشارك في هذا الحدث الثقافي. ويأمل المسؤولون عن تنظيم المهرجان أن يصبح حدثا ثقافيا سنويا يحضره زوار من أنحاء العالم.