بدأ المخرج هناء عبد الفتاح بروفات المسرحية الشعرية "مأساة الحلاج" لصلاح عبد الصبور، لتعرض ابتداء من 10 رمضان القادم ب "السماع خانة"، أو "تكية المولوية" في السيدة زينب، والمسرحية من إنتاج فرقة المسرح القومي. وقال عبد الفتاح، الذي لم يقدم عروضا لمسرح الدولة منذ سنوات، إن "مأساة الحلاج" تمتلك كافة مقومات العمل المسرحي التي تفتقدها كثير من النصوص المعاصرة. معتبرا أن أزمة المسرح المصري هي تمييع الأذواق، وتقديم المسرح الرخيص، وأن العودة للنصوص القيمة، ومنها المسرح الشعري، قد ينعشه ويخرجه من أزمته. وأضاف أن إنتاج مثل هذا العمل - عبر فرقة المسرح القومي - جزء من رسالتها المتمثلة في تقديم الأعمال الكبرى التي كتبها رواد المسرح المصري المعاصر، كصلاح عبد الصبور، وتوفيق الحكيم، وألفريد فرج، وميخائيل رومان. وأشار عبد الفتاح إلى أن "مأساة الحلاج" سبق أن قدمها المخرج سمير العصفوري، وأحمد عبد العزيز منذ 10 سنوات، وكانت تعد أنجح القراءات للعمل، فيما عمل هو على قراءة مختلفة، ولفت إلى تجاوز النص لفترته، ليقبل التقديم في أي عصر وأي زمان وأي مكان، فهو في عالميته مثل شكسبير. وأوضح أن قراءته "لمأساة الحلاج" تقوم على مناقشة قضية العدالة الاجتماعية، وما سببته السلطة من كثير من الأضرار منها الفساد والفقر، لافتا إلى أن هذه القراءة متناسبة مع الأوضاع في مصر الآن. وأكد عبد الفتاح أنه لن يقدم "مأساة الحلاج" بالأسلوب الخطابي أو التاريخي المعتاد، فالفن ليس مجموعة تصريحات أو خطب، بل يعتمد على الشعور بكل كلمة في الحوار، والتفاعل الحقيقي معها، خصوصا مع ممثلين جيدين مثل خليل مرسي الذي يؤدي دور الحلاج، وهو يحفظ النص عن ظهر قلب. وأشار إلى أن رسالة الدكتوراة الخاصة بخليل مرسي كانت عن مسرح صلاح عبدالصبور، لافتا إلى أنه من بين المشاركين في العمل أيضا النجم أشرف عبد الغفور، أحد قامات المسرح الشعري، ومجموعة مميزة من أبناء المسرح القومي. وأوضح عبد الفتاح أن المخرج انتصار عبد الفتاح يتعاون معه في إخراج الجانب الصوتي من الممثلين والمجاميع، وتقديم معزوفة صوتية تتكامل مع أشعار الصوفيين وذكر الذاكرين. وأضاف أن الديكور يتولاه فادي فوكيه، ومهمته الأساسية هي عدم المساس بروح الفضاء المسرحي المختار "السماع خانة أو متحف المولوية"، والذي كان يرقص ويغني الصوفيون فيه منذ عدة قرون، ليقدم العرض في مكان أقرب إلى حلقة الدراويش، كما أنه لا يحتاج ميكروفونات. وأوضح أن التحدي الذي يجابهه الآن - هو ومصممة الأزياء ياسمينا عبد الفتاح - هو كيفية تقديم ملابس بسيطة أقرب لخرق الصوفيين، مع المحافظة على تقديم فكرة الشفافية والنقاء في الحلاج، وأيضا كيفية المحافظة على التناغم البصري مع الاختلاف الكبير في ملابس الجوقة وملابس الحلاج وملابس المحكمة التي تقضي بشنقه.