رفعت الوكالة الدولية للطاقة من توقعاتها بشأن الطلب العالمي على البترول بمقدار 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 89.3 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، وذلك نتيجة انتعاش الاستهلاك في الصين والهند بصورة خاصة. غير أن الوكالة أشارت في تقريرها الشهري الصادر اليوم الخيمس بباريس، إلى أن الطلب العالمي على البترول يظل متأثرا بتباطؤ النشاطات الاقتصادية في البلدان الغنية، حيث من المتوقع أن يصل الاستهلاك من 88 مليون برميل يوميا في عام 2010 بزيادة قدرها 3.3% بالمقارنة بالعام السابق 2009، إلى 89.3 مليون برميل يوميا بزيادة قدرها 1.4% فقط خلال العام الحالي 2011 بالمقارنة بعام 2010. وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد توقعت، في تقريرها السابق الصادر الشهر الماضي تراجع الطلب العالمي على البترول، وأشارت الوكالة إلى أن معدل زيادة الطلب العالمي على البترول سيصل إلى 1.3% سنويا حتى عام 2016، إذا لم يتراجع الانتعاش الاقتصادي، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار البترول عن المتوقع وتجاوزه حاجز المائة دولار للبرميل. ومن جانب آخر، قدرت الوكالة أن عودة إنتاج ليبيا للبترول على المدى المتوسط ستسير بخطى متباطئة، نظرا للأضرار التي ألحقها الصراع بالمنشآت البترولية، فيما لا يتوقع أن يبلغ الإنتاج مستواه قبل الحرب قبل عام 2015، وقالت الوكالة، "تضررت الصناعة البترولية بشدة جراء 4 أشهر من الحرب الأهلية في البلاد"، مرجحة أن يستمر توقف الإنتاج البترولي "لأمد غير قصير". يذكر أن إنتاج البترول الخام كان يناهز 1.6 مليون برميل في اليوم قبل الأزمة غير أنه انخفض إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا بعدها، وتقول الوكالة الدولية للطاقة، إن الهجمات التي نفذتها القوات الحكومية على حقول البترول وعلى منشآت البنية التحتية للنقل البحري في المناطق الشرقية من ليبيا التي يسيطر عليها المتمردون، ألحقت خسائر فادحة. غير أن عودة الإنتاج البترولي لن تكون سهلة، فالشركات الأجنبية، والتي تعتمد عليها ليبيا اعتمادا كبيرا في إنتاجها للنفط لن تغامر بالعودة قبل استقرار الوضع الأمني على الأرض، بحسب الوكالة التي أشارت أيضا إلى أن التعاقدات القائمة حاليا ستخضع لإعادة التفاوض، والذي لن يكون على الأغلب في صالح ليبيا.