ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الخميس، أن تصفية أسامة بن لادن بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أكثر من مجرد حجر زاوية في المعركة الأمريكية ضد الإرهاب، فهي فرصة سانحة لتغيير أسلوبه في التعامل مع الاضطرابات السياسية في العالم العربي، بعد أن أسفرت مرونته المحبطة إلى أزمة في ليبيا، وخداع سياسي في اليمن، وقمع عنيف في سوريا على نحو يفقد الثورة المصرية بريقها. وقالت الصحيفة في موقعها الإلكتروني، إن مسؤولي الإدارة الأمريكية قالوا، إن الرئيس متحمس لاستغلال مقتل بن لادن كطريقة لصياغة نظرية موحدة للتعامل مع الثورات الشعبية من تونس إلى البحرين، وهي ثورات طبيعتها واحدة، لكنها ذات خصائص متفاوتة، وتلقت ردود فعل مختلفة للغاية في الغالب من الولاياتالمتحدة. ومضت الصحيفة تقول، إن أول علامات هذه السياسة قد تبدأ في الظهور اعتبارا من الأسبوع المقبل الذي ينتوي الرئيس الأمريكي أن يلقي فيه كلمة بخصوص الوضع في الشرق الأوسط، وهي كلمة من المتوقع أن يوضع فيها مقتل أسامة بن لادن في سياق تحول سياسي أوسع في المنطقة، ورسالة الكلمة ستكون حسبما ذكر بنيامين روديس، نائب مستشاري الأمن القومي، "بن لادن هو الماضي وما يحدث الآن في المنطقة هو المستقبل". وأوضحت الصحيفة أن في الوقت الذي يوفر فيه مقتل بن لادن لحظة وضوح نادرة، غير أنه يتضمن آثارا أقل وضوحا للحسابات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، حيث يرى مسؤولون في الإدارة أن الضربة القاصمة للقاعدة تعطي واشنطن الفرصة إلى أن تتطلع إلى المضي بالتغيير السياسي في المنطقة قدما، حيث إن ذلك سيجعل مصر وسوريا ودولا أخرى أقل عرضة إلى الانزلاق نحو التشدد الإسلامي. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن مسؤولين بارزين آخرين أشاروا إلى أن الشرق الأوسط ما زال مكانا معقدا، حيث يرون أن مقتل زعيم القاعدة لا يمحي التهديد الإرهابي في اليمن، في الوقت الذي لا علاقة لدول مثل البحرين التي تعاني من حالة من التشنج بسبب التناحر الطائفي برسالة بن لادن المتشددة. ومضت الصحيفة تقول، إنه حتى قبل تصفية بن لادن، كان الرئيس أوباما يبحث سبل ربط الأحداث في الشرق الأوسط ببعضها البعض، وقالت، إن المسؤولين الأمريكيين يثمنون خطاب للرئيس أوباما يربط فيه بين الاضطرابات في الشرق الأوسط ومفاوضات السلام المعلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت الصحيفة أنه منذ الأيام الأولى للاحتجاجات في تونس، قارن الرئيس أوباما بين رغبته في رسم قصة عربية شاملة، والحاجة إلى تقييم كل دولة على حدة وفقا لظروفها الخاصة، مشيرة إلى أن العديد من مسؤولي الإدارة رأوا أن التوترات في سياسة أوباما للشرق الأوسط هي ليست نتاج الجدل بين مستشاريه بقدر ما هي نتيجة صراع الأفكار داخل الرئيس نفسه. وأردفت الصحيفة تقول، إنه في مصر على سبيل المثال، قال مستشارو الرئيس، إنه قرر دفع الرئيس السابق حسني مبارك إلى الرحيل المبكر، وذلك ضد نصيحة مستشاريه، بعد مشاهدة خطاب مبارك المتحدي من داخل البيت الأبيض، وقالوا، إن الرئيس أوباما خشى أن تخذل أحلام الناشطين الشبان بالانتقال المتشنج والمتعسر نحو الديمقراطية. وقالت الصحيفة، إن أحد المستشارين طالب الرئيس أوباما بالنظر إلى تداعيات الأمر ورد عليه أوباما، قائلا: "ما أريده لهؤلاء الأولاد في الشوارع هو الفوز، ولفتى الجوجل أن يصبح رئيسا، وما أعتقده أن ذلك سيكون أمرا طويلا وصعبا".