هو صاحب الدكان وكاتم أسراره.. هو البرئ فى زمن الغدر والأنانية.. إنه الفنان الشاب عمرو سعد أحد أضلاع تركيبة خالد يوسف المثيرة، وبطله الجديد الذى يرى فيه المصرى البسيط بملامحه الأصيلة. فى هذا الحوار يتحدث عمرو كما يمثل بمنتهى الصدق والعفوية عن فيلم «دكان شحاتة». بكل الضجة التى صاحبت عرضه..كيف ترى شخصية شحاتة التى أديتها فى الفيلم؟ شحاتة هو تلخيص للشخصية المصرية التى نحلم بها، والتى نفتقدها جميعا التى ضاعت منا فى زحام الحياة وقسوتها.. هو براءتنا التى افتقدناها وقوتنا التى نبحث عنها وتسامحنا الضائع منا فى غربتنا بحثا عن لقمة العيش إنها مصريتنا وإنسانيتنا. الصراع بين الإخوة ربما يطرح تفسيرا آخر للفيلم حول كونه يتعرض للواقع العربى المعاصر؟ أتفق معك أن بعض من رأى الفيلم وصلته نفس وجهة النظر وهى أحد جوانب جمال السيناريو.. وعموما السيناريوهات القوية هى التى تحمل أوجها عديدة رغم أنى مؤمن بأن الصراع هنا صراع إنسانى بلا أى محاولة لتفسيره أو تحميله مضامين كبيرة، فنحن نطرح مفهوما للحب والسلام والتعايش فكل هم شحاتة أن يعيش فقط. أشعر أن ما يقوله الفيلم يشبه مانشيتات الصحف وهو ما يراه البعض أنه ليس مهمة السينما؟ وما دور السينما من وجهة نظرك؟.. السينما تستمد موضوعاتها من الواقع، والذى يتحول أحيانا ليصبح أشد قسوة من صفحات الجرائد وإخبارها، وأنا لا أعتقد أننا يجب أن نخبئ وجهات نظرنا أو لا نتناولها فى أفلامنا. بالمناسبة ما الفارق بين شخصية عادل حشيشة التى جسدتها فى فيلم «حين ميسرة» وشخصية شحاتة فى هذا الفيلم؟ فى «حين ميسرة» كان البطل هو المكان ولا شىء غيره، أما فى «دكان شحاتة» فالإنسان هو البطل، وعموما أنا أعتبر أن «دكان شحاتة» هو التطور الطبيعى ل«حين ميسرة». ينتهى فيلم «دكان شحاتة» بنهاية مفاجئة تمثلت فى مقتلك، ألا ترى أنها قاسية أكثر من اللازم فى ظل ما يقال عن أن شحاتة يمثل مصر فمقتله يعنى قولكم بتراجع دور مصر؟ نهاية الفيلم نهاية حتمية فتخيل معى لأول مرة فى تاريخ السينما بطل غير ثائر، ولكنه ليس سلبيا فى نفس الوقت، ونحن قصدنا من هذه النهاية الصادمة توجيه رسالة مهمة للناس بضرورة الحفاظ على ما تبقى من جمال الشخصية المصرية. ألاحظ كثرة حديثك عن ضياع الشخصية المصرية ما هو الشىء الذى يجعلك موقنا كل هذا اليقين أنها قد ضاعت؟ سأخبرك بموقف صغير منذ عدة أيام كنت أستخرج تأشيرة السفر لفرنسا فوجدت مئات من الشباب يبحثون عن الفيزا، فشباب مصر أصبح بأكمله راغبا فى الهجرة ولا يوجد من يريدهم فى مصر لأننا فقدنا شخصيتنا فتخيل هؤلاء الشباب وعيونهم ممتلئة باللهفة مع الشعور فى نفس لوقت بأنه لم يعد أى بلد فى العالم يريدهم. ما تفسير هذا من وجهة نظرك؟ تفسيره القاسى والوحيد أننا لم نعد نملك شيئا، لأننا فقدنا صفاتنا تدريجيا، وهى النهاية الطبيعية لما ظللنا نفقده طوال ال30 عاما الماضية، وهو ما كان يشغلنا فى دكان شحاتة: ما الذى غير الشخصية المصرية؟ بالعودة إلى شحاتة ألا ترى أنه تناقض كبير بين إنسان غير سلبى ولا يثور فى الوقت ذاته على ما يحدث له؟ هذا التناقض يحدث فى عقل وروح شحاتة، فهو يدخل دوما فى صراعات لا يحبها وحتى أهله طرأت عليهم تغييرات فهو يحلم بالعيش طبقا لوصية الأب فى حضن أهله وعزوته، بينما أهله يحلمون بالمال فقط. بالمناسبة ما انتماؤك السياسى؟ أنا لا يوجد لدىّ أى انتماء سياسى وفى الوقت ذاته لست ضد أى تيار سياسى، أنا أنتمى للشارع اللى جيت منه، وبالتالى كل آمالى أن تكون أفلامى موجهة للشارع ولناسه. ولكن كل أفلامك تحتوى على وجهة نظر سياسية تنتقد ما يحدث؟ ومن أين تأتى مادة السينما أو الصحافة؟ إنه من الناس زمن حكايات الشوارع والسينما دوما هى أكبر وثيقة للتاريخ.. والتغييرات الحادثة لأى مجتمع يمكن رصدها من خلال السينما. تعرض الفيلم لمشكلات كثيرة فما وجهة نظرك من عرض الفيلم على جهات غير سينمائية للحكم على عرضه من عدمه؟ بالطبع لا أوافق على هذا ولا أخفيك سرا أننى كنت أنتظر عرض الفيلم وأنا أكتم أنفاسى.. ولكنهم فى النهاية أجازوا الفيلم وهو شىء جيد لكنه شىء لم يكن من المفترض حدوثه منذ البداية. يرى البعض أن هذه الأخبار جزء من خطة دعايتكم؟ لمعلوماتك الخاصة رهاننا دوما على الفيلم وما حدث فى كواليس عرض دكان شحاتة أكثر بكثير مما نشرناه فى الصحافة بالعكس نحن صمتنا وأنا كنت وما زلت أرى أن دكان شحاتة فيلم لا يحتاج لأى دعاية.