أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أمس الاثنين، كيفية تخلص القوات الأميركية من جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بإلقائها في البحر، ووصف ذلك بأنه إهانة للقيم الدينية والإسلامية. وجاء في بيان للأزهر "أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ما تناقلته وسائل الإعلام -إن صح- بإلقاء جثة أسامة بن لادن في البحر"، وأضاف البيان أن ذلك "يتنافى مع كل القيم الدينية والأعراف الإنسانية، وأكد الإمام الأكبر أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم ونحلهم، فإكرام الميت دفنه". من جانبه قال محمود عزب مستشار شيخ الأزهر أحمد الطيب للحوار بين الأديان "إذا كان صحيحًا أن جثة أسامة بن لادن ألقيت في البحر فإن الإسلام ضد هذا تمامًا"، مؤكدًا "للجثة احترام سواء كانت لشخص تم اغتياله أو توفي وفاة طبيعية، وينبغي احترام جسد أي إنسان سواء كان مؤمنًا أم لا، مسلمًا أو غير مسلم". وشدد على أن "الإسلام ضد هذا النوع من السلوك تمامًا، والإسلام لا يقبل الدفن في البحر وإنما فقط في الأرض". كما أدان المحامي المصري منتصر الزيات ما فعلته القوات الأميركية، وقال لقناة الجزيرة إن بن لادن "كان ينبغي أن يدفن في مسقط رأسه بالمملكة العربية السعودية، والتي عليها واجب أخلاقي في أن تطلب هي دفن أسامة في أراضيها". وفي وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون إن جثة بن لادن ألقيت في البحر بعد أن قتلته قوات أميركية في باكستان، وقال أحدهم "إن الهدف من ذلك هو منع تحول قبره إلى مزار ديني"، ولاحقا نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أميركي كبير -قالت إنه رفض ذكر اسمه- قوله "أقيمت الصلاة على جثمان بن لادن ابتداء من الساعة الخامسة وعشر دقائق من صباح الاثنين بتوقيت غرينتش، واستغرقت خمسين دقيقة، على متن حاملة الطائرات كارل فينسون في بحر عُمان". وأضاف أنه "تم الالتزام بالأحكام المتبعة في صلاة الجنازة الإسلامية، وتم غسل جثة بن لادن ثم وضعت في كفن أبيض وضع بدوره في كيس مثقل. وقد تلا ضابط الصلاة التي قام مترجم بتعريبها، ثم وضعت الجثة على قاعدة ألقيت منها الجثة في المحيط". وعلى جانب آخر قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن جثة بن لادن نقلت إلى أفغانستان بعد قتله و"دفنت" في وقت لاحق في البحر، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول قوله إن قرار "الدفن" في البحر يرجع إلى "صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان".