عثر بمحض الصدفة على خبيئة فنية نادرة أثناء عمل فريق الترميم بقطاع الفنون التشكيلية بمشروع متحف الجزيرة الجديد (موقع متحف الحضارة بأرض الجزيرة)، حيث فوجئوا بمدخل لسرداب سري بعمق يزيد على خمسة أمتار خلف الديورامات (المشاهد المجسمة) المعروضة والخاصة بتاريخ مصر. تم على الفور إبلاغ الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي توجه إلى الموقع، وبفحص السرداب تم اكتشاف خبيئة من أندر الأعمال الفنية للفنانين الرواد الحسين فوزي، كامل مصطفى، مفيد جيد، ونجيب فانوس ما بين مجموعة من اللوحات البانورامية الزيتية المرسومة واللوحات التوضيحية والإسكتشات، بالإضافة إلى عدد من الخرائط المصرية ورسومات معمارية لمبنى متحف الحضارة القديم، ومجموعة من الصناديق. وصرح د.رضا بأن هذا الكشف يعد حدثا كبيرا ورائعا، نظرا للقيمة الفنية والتاريخية لتلك الأعمال النادرة، وقرر على الفور تشكيل لجنة برئاسة الفنان أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، وعضوية الفنان طارق مأمون مدير عام المتاحف والدكتورة منال شلتوت مدير متحف الحضارة القديم لحصر الأعمال الخاصة بالخبيئة وتوثيقها وتسليمها إلى إدارة الترميم. وقد قام رئيس القطاع بإبلاغ الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الذي أشاد بأهمية هذا الكشف القيم، وأمر بإقامة معرض فني لتلك الأعمال خلال الشهر القادم. جدير بالذكر أن مبنى مشروع متحف الجزيرة الجديد (الحضارة سابقا) قد أنشىء عام 1936 وصممه وأشرف على بنائه مصطفى بك فهمي مدير الخاصة الملكية، ويعتبر من أهم المتاحف التي تمثل إضافة إقليمية على خريطة المتاحف العالمية، ويعد أهم متحف في الشرق الأوسط، تم افتتاحه في 25 أغسطس 1975 بأرض المعارض بالجزيرة ليضم أكثر من 4000 قطعة فنية ومجموعة كبيرة من المقتنيات الفنية النادرة من مختلف العصور لمشاهير الفنانين العالميين ردت إلى الشعب من قصور الأسرة المالكة، وهي تمثل قيمة فنية ومادية لا تقدر بثمن، ويشهد هذا المتحف أكبر عملية تطوير وترميم والتي كانت متوقفة منذ ما يقرب من 20 عاما، مع إعادة عرض مقتنياته وفقا لسيناريو العرض الجديد.