احتشد محتجون في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس الأربعاء، لمواصلة مطالبتهم بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. ودفعت احتجاجات مستمرة منذ أسابيع، يردد فيها محتجون مناهضون للحكومة هتافات تطالب برحيل صالح حكومة الرئيس اليمني الذي يتولى السلطة منذ أكثر من 32 عاما إلى حافة الانهيار. وكثير من المحتجين طلاب على غرار الذين شاركوا بدور رئيسي في الإطاحة برئيسي تونس ومصر. ويستخدم كثير من هؤلاء الناشطين الشبان في اليمن هواتفهم المحمولة في تصوير المظاهرات، ثم يبثون صورها على مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، مثل فيس بوك، للدعوة لقضيتهم ونشر رسالتهم. ومن هؤلاء الشبان اليمنيين الذين يستخدمون موقع فيس بوك لجذب الانتباه الى الأزمة السياسية في اليمن، علاء الجربان (21 عاما)، وصديقه جهاد القدسي. ويصور الشبان الاحتجاجات ثم يرفعون الصور واللقطات المصورة إلى مواقع مثل فيس بوك. وقال الجربان لتليفزيون "رويترز": "نحن نستخدم الفيس بوك جزء من الشبكة الاجتماعية الإلكترونية، إننا نتواصل مع بعض المجموعات في الصفحات الموجودة على الفيس بوك. نأخذ آراء الشباب الموجودة. نتواصل بخصوص المسيرات. نشارك بعض الصور والفيديوهات الموجودة من الميدان كذلك فيديوهات الانتهاكات". ويجتمع المحتجون في خيام على مقربة من موقع الاحتجاجات، حيث يتبادلون المعلومات، ويرفعون حصيلتهم من الصور واللقطات على الانترنت. وقال القدسي:" "أصبح الفيس بوك مثل أي قناة إخبارية. إذا دخل أحد الفيسبوك وقرأ عن أي خبر يبلغ أصحابه وجيرانه لحضورهم لهذه الفعاليات". وعلى غرار ما حدث في تونس ومصر تستخدم مجموعات شبابية وحركات احتجاجية شبكة الإنترنت ووسائل لدعوة الناس، ليخرجوا إلى الشوارع وإلى استخدام مواقع تساعد النشطاء على العمل في بيئة آمنة مثل فيس بوك. وقال الجربان: "أول مسيرة تحصل في اليمن تقريبا عن طريق الفيس بوك أقيمت قبل الاعتصام. كانت أمام جامعة صنعاء، حضروا مئات الأشخاص وكان إنجازًا. لم نتوقع حضور هذا العدد من الأشخاص. تم تغطية صحفية للفعالية، وهذه كانت بدايتنا عبر الفيس بوك. والفيس بوك له دور كبير كما شاهدنا في الثورات العربية كما في مصر وتونس بحيث يستخدمه الشباب في مكان آمن، لكي يتجمعوا ويتحاوروا ويخططوا معا. وهذا ما نقوم به كشباب في اليمن". ويتكون نظام جديد في الشرق الأوسط حاليا يتحدي فيه المؤيدون للديمقراطية الحكام الذين يديرون دفة بلادهم منذ عقود. وأضعفت القنوات التليفزيونية الفضائية والهواتف المحمولة والمواقع الاجتماعية على الإنترنت قبضة الحكام المستبدين في أنحاء المنطقة. وقال مصدر في المعارضة اليمنية، أمس الأربعاء، إن الرئيس اليمني قدم اقتراحا جديدا للمحتجين الذين يطالبون بتنحيه عن السلطة بأن يبقى في الحكم لحين إجراء انتخابات جديدة مع نقل سلطاته إلى حكومة مؤقتة. وسارعت المعارضة إلى رفض العرض، ووصفه متحدث باسم المعارضة بأنه محاولة لإطالة بقاء النظام. وقدم صالح العرض خلال اجتماع الثلاثاء الماضي مع محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح الإسلامي. وقال متحدث باسم المعارضة إنها المرة الأولى التي يتعامل فيها صالح مع حزب الإصلاح الذي كان شريكا في حكومته من قبل. لكن الولاياتالمتحدة والسعودية يساورهما القلق بشأن من سيخلفه. وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إنهم يحبون العمل مع صالح الذي سمح بضربات جوية أمريكية استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن. وكان صالح الذي يحكم اليمن منذ عام 1978 قد ذكر أن السفير الأمريكي في صنعاء يشارك في المحادثات التي تهدف للوصول الى حل. وربما يواجه أي اتفاق بين صالح والأحزاب مشكلة من طرف آخر هو المحتجون. وأصدر أعضاء ائتلاف للجماعات المعارضة، يطلق على نفسه اسم شباب الثورة بيانا، أمس الأربعاء، أعلنوا فيه أنهم لن يبرحوا المكان الذي يعتصمون فيه أمام جامعة صنعاء قبل خروج صالح وأنصاره من السلطة.