«صدقونى فاضل خطوة صغيرة جدا» كانت هذه آخر كلمات كتبها الشهيد أحمد بسيونى يوم 26 يناير قبل أن تنال منه رصاصات الغدر فى جمعة الغضب. على «لوحة شرف» تصدرت كلمات الفنان التشكيلى الراحل مع صورة شخصية له مدخل قاعة خان المغربى للفنون بالزمالك، داعيا الجميع للنزول للشارع والاعتصام لأنها «آخر فرصة لكرامتنا كلنا لتغيير نظام استمر 30 عاما». افتتح يوم الاثنين الماضى معرض «مصر بلدنا» كتعظيم سلام لشهداء 25 يناير، ليس فقط للتشكيلى الراحل أحمد بسيونى الذى كان محور العديد من الأعمال الفنية المعروضة، ولكن قررت إدارة القاعة أن يذهب عائد جميع الأعمال الفنية المعروضة لأسر الشهداء. لم تكن الفكرة عملا خيريا تعاود به القاعة نشاطها فى الموسم الفنى من جديد، بل بالأحرى «مساهمة من القاعة فى أحداث الثورة» كما تقول سلوى المغربى مديرة القاعة التى منعتها ظروفها الصحية من الانضمام للثوار، فقامت بدعوة العديد من الفنانين التشكيليين للمشاركة فى «مصر بلدنا». حيث يعرض بالفعل نحو 16 فنانا، منهم من تبرع بعمل فنى من أعماله السابقة غير مرتبط مباشرة بالثورة مثل الفنان عادل السيوى أو الفنان محمد عبلة أو محمد صبرى، ومنهم من تأثر بأحداث الثورة وقدم أعمالا فنية متفاعلة مع الأحداث مثل الفنان رضا عبدالسلام وشاكر الادريسى وشيرين مصطفى وهيثم عبدالحفيظ وأحمد الجعفرى والفنان فارس أحمد الذى قدم فى لوحاته الزيتية رؤية فنية تسجل موقعة الجمل الشهيرة، أو مواجهات المواطنين مع الأمن المركزى، وميزت هذه الأعمال روح الأسطورة والشخصيات المستوحاة من الأيقونة القبطية. أما أعمال كل من الفنانة الشابة تسنيم المشد وصباح نعيم فقد تركزت على تنويعات من صور للفقيد أحمد بسيونى. حيث قدمت تسنيم لوحة رباعية لمجموعة بورتريهات تشخيصية لبسيونى تتدرج من الملامح الواضحة الصريحة إلى خطوط تتساقط وتختلط بالدم والوطن حتى تتوحد مع الأفق الممتد فى اللوحة الرابعة والأخيرة. أما صباح نعيم فتقدم أسلوبها الفنى الذى عرفت به والذى تمزج فيه بين التصوير الفوتوغرافى والرسم، ويرى فيها المتفرج بسيونى فى جلسات حميمية وفى الحياة اليومية كواحد من الآلاف الذين حلموا لهذا الوطن بغد جديد.