دخلت سفينة "جريتا ميرسك" في العام الجديد تاريخ النقل في مصر كأول سفينة حاويات تلج المياه المصرية بغاطس 15 مترا، وهي نقلة نوعية جدير بتحقيقها ميناء شرق بورسعيد بموقعه الاستراتيجي الفريد الذي تجعله قناة السويس نقطة ارتكاز بين الشرق والغرب. كانت جريتا وأمثالها قبل عام 2011 تمر بشواطئ البحر الأبيض المتوسط من بعيد دون أن تحاول الاقتراب من الموانئ المصرية؛ لأن كفاءة أرصفة الحاويات المصرية كانت في حدود 10 إلى 12 متر عمقا، ولكن وزارة النقل ممثلة في هيئة موانئ بورسعيد وبالتعاون والتنسيق مع هيئة قناة السويس، حققت هذا النجاح الكبير باستقبال أول سفينة حاويات تدخل الموانئ المصرية بغاطس 15 متراً وطول 367 مترا وهي السفينة "جريتا ميرسك". وأعرب السيد كلاوس لارسن العضو المنتدب لشركة قناة السويس للحاويات (التي استقبلت العملاقة جريتا ميرسك) عن اعتزازه بما وصلت إليه الموانئ المصرية من تطوير وتحديث لمواكبة أحدث المستجدات العالمية في مجال النقل البحري. وقال إن هذا النجاح ثمرة للتعاون بين هيئة قناة السويس ووزارة النقل ممثلة في هيئة موانئ بورسعيد. وأكد لارسن أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق بدون حرص الحكومة المصرية وسعيها الدائم لتطوير الموانئ المصرية، مشيرا إلى نجاح تجربة دخول السفينة "جريتا ميرسك" ميناء شرق بورسعيد ودورانها هو بداية للتشغيل التجريبي للمرحلة الثانية من رصيف محطة قناة السويس للحاويات والمنتظر الانتهاء من إنشائه في 2012 بطول 1200 متر، ليصبح إجمالي طول أرصفة المحطة 2400 متر، بطاقة استيعابية تصل إلى 4،5 مليون حاوية مكافئة سنويا. واستطرد قائلاً "نحن نأمل في مزيد من التعاون مع كافة الجهات المعنية لتطوير خدمات النقل البحري والتجارة الخارجية بمصر لدفع عجلة النمو الإقتصادي للبلاد وليتصدر ميناء شرق بورسعيد موانئ البحر المتوسط". يذكر أنه شارك في المناورة قاطرات الهيئة ووحدات التأمين والمعاونة. ووصف الخبراء مناورة الدوران التي تمت بميناء شرق بورسعيد بأنها تمت على أعلى درجة من التقنية العلمية الحديثة (180 درجة دوران) تتسم بالتعقيد لكبر غاطس السفينة، وقد كللت التجربة بالنجاح نظرا للخبرة العالية وكفاءة مرشدي هيئة قناة السويس.