الملتحمة هو الغشاء المخاطى الشفاف الذى يغطى سطح العين ويبطن الجفون ويمتد لزوايا العين الداخلية. وهو غشاء رقيق غنى بالخلايا والغدد التى تسهم فى إفراز سائل رائق يغطى سطح العين ليحميها ويغسلها ويسهل حركتها فى كل الاتجاهات هو الدموع. التهاب الملتحمة أحد أمراض العيون التى تعرفها بلادنا منذ القديم والتى على اختلاف أنواعها ومسبباتها يطلق عليها مجتمعة الرمد. من تلك الأمراض ما بقى حتى الآن ليعلن عن نفسه فى مواسم كالربيع والخريف ومنها ما انقرض تقريبا مثل التراكوما الذى توطن بلادنا لأعوام كثيرة حتى إنه كان يتسبب فى بعض الأحيان فى كسرة العين لكثرة ما يتركه من ندوب فتعرف بالعين المصرية! أسباب عديدة وأعراض مختلفة لكنها فى النهاية تنحسر حتى بدون علاج ربما كما يردد العامة لأن العين فى بلادنا عليها حارس. تختلف أعراض التهاب الملتحمة وفقا للسبب الذى أدى لاحتقان العين، البكتيريا بأنواعها المختلفة، الفيروسات، الكلاميديا، أو الحساسية لكل ما يؤرق العين من تطاير حبوب اللقاح فى الربيع أو الأبخرة أو الدخان بل يمكن أن يمتد أيضا نتيجة لإجهاد العين أو الضغوط النفسية والعصبية وربما سوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات ومنها فيتامين أ، ب المركب. • التهاب الملتحمة لدى حديثى الولادة Ophthalmia neonatofum عند ولادة الطفل ولادة طبيعية فإنه بالطبع يمر عبر قناة مهبل الأم إذا كانت الأم مصابة بميكروب الكلاميديا أو السيلان فإن إصابة عيون الطفل بالالتهاب أمر وارد نظرا لأن فى لحظات الميلاد لا تكون القنوات الدمعية قد بدأت فى العمل وغياب الدموع التى تغسل العين وتحتوى على العديد من الانزيمات والأجسام المضادة للبكتيريا. تصاب عين الطفل باحتقان شديد مع افرازات صديدية كثيفة تؤدى لالتصاق الرموش فيصعب معها فتح عين الطفل. لذا فنظافة الطفل بعناية أمر يجب أن يتم بصورة منتظمة وأن يتولى طبيب عيون فحصه لتحديد العلاج الذى يجب أن يتضمن غسيل العين بمحلول البوريك 4٪ تركيز إلى جانب المضادات الحيوية كمراهم ونقط للعين، ينتهى الأمر فى غضون عشرة أيام لا ينقطع فيها العلاج واجراءات النظافة. • التهاب الملتحمة البكتيرى Bacterial Congnctivitis إحمرار العين واحتقانها حتى تبدو وردية اللون إلى جانب الإحساس بالألم ووجود جسم غريب أو شعرة فى العين وزيادة افرازات صديدية لزجة عند الاستيقاظ فى الصباح هى العلامات الدالة على أن التهاب العين راجع للإصابة بالبكتيريا أيا كان نوعها. وقد يحدث التهاب العين إثر نوبة احتقان فى الزور الناشئ عن إصابة اللوزتين بالميكروبات البكتيرية السبحية أو العنقودية. علاج الالتهاب البكتيرى بالمضاد الحيوى الملائم قد لا يستمر لأكثر من عشرة أيام شرط مراعاة النظافة الشخصية وغسيل الأيدى بالماء الجارى والصابون، وعدم تبادل الأدوات غير الشخصية وتغيير غطاء الوسادة يوميا حتى لا تتجدد العدوى بالباكتيريا الموجودة فى إفرازات العين التى تسيل أثناء النوم ليلا. • التهاب الملتحمة الفيروسى Viral Conguctivitis أكثر أنواع التهاب الملتحمة انتشارا نظرا لسرعة العدوى به وسهولتها فهو ينتقل بأى وسيلة تضمن انتقال الإفراز من العين المصابة لعين أخرى سليمة، ولو بالتلامس أو المصافحة. يكفى أن يصاب به تلميذ واحد فى فصل حتى يتوقع انتشاره لكل تلاميذ الفصل. وقد تكثر الإصابة به بعد الإصابة بنزلة برد أو احتقان فى الزور، فيعانى المريض من إحمرار زائد فى العين وانسيال الدموع بغزارة وتورم الجفون والغدد الليمفاوية فى منطقة الفك. وقد يحدث نزيف فى بياض العين الأمر الذى يفزع منه المريض لكن الأمور غالبا ما تقف عند هذا الحد وتنحسر الأعراض وينتهى الأمر حتى بدون علاج. • التهاب الملتحمة الربيعى (الرمد الربيعى) تتكرر موجات الرمد الربيعى عند حلول فصل الربيع خاصة لمن يعانون من أعراض بعض أمراض الحساسية كالربو على سبيل المثال، تنشط الرياح حاملة لحبوب اللقاح للزهور وربما الأتربة، الأمر الذى يسبب احتقان العين خاصة لدى الأطفال. احتقان العين يتبعه الرغبة فى دعكها، الأمر الذى يعقبه دموع غزيرة واحساس بالألم وربما عدم الرغبة فى مواجهة الضوء. علاج الرمد الربيعى فى استعمال قطرة للعين يدخل فى تركيبها الكورتيزون الأمر الذى يستدعى أن يتم وفقا لتقدير طبيب العيون وتحت إشرافه نظرا لما قد يتسبب فى ارتفاع ضغط العين فيما يعرف بالمياه الزرقاء. • التهاب الملتحمة الحبيبى (الرمد الحبيبى) احتقان غشاء الملتحمة قد يحدث نتيجة لتفاعلات الحساسية وربما العدوى ببعض أنواع الميكروبات الضعيفة أو الغبار والأتربة والتلوث الأمر الذى يصبح معه سطح الملتحمة خشنا بدلا من كونه بطبيعته أملس بما يشعر الإنسان بوجود ما يشبه حبات الرمل تحت جفونه. أيضا يمكن علاجه بقطرات العين المحتوية على المضادات الحيوية والكورتيزون، مع اتخاذ الاحتياطيات الكافية فيما يتعلق بالنظافة الشخصية واستعمال الكورتيزون. • الوقاية من التهابات الملتحمة النظافة الشخصية هى حجر الزاوية فى الوقاية من التهابات الملتحمة، غسل الأيدى بالماء والصابون، استبدال غطاء الوسادة يوميا، عدم استخدام أو تبادل أدوات الغير، خاصة أدوات تجميل العين، والرموش لدى السيدات. إذا رمدت عين ابنك فاهتمى بنظافته الشخصية وغسيل عينه بالماء واستخدام العلاج الذى يصفه طبيب العيون وفقا لسبب إصابة العين بالرمد. احجزيه فى المنزل فانتشار العدوى من طالب للفصل بأكمله أمر متوقع. لن يستغرق الأمر أياما حتى يتعافى ويعود إلى مدرسته. تلك الهجمة الإعلامية الشرسة التى جعلت من التهاب الملتحمة حديث الساعة فاحتلت أخباره الأعمدة والمانشيتات فى كبريات الصحف أعادت للأذهان تداعيات أيام إنفلونزا الخنازير وأن الوهم حقا صناعة مصرية.