كشفت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية عما وصفته ب«معلومات سرية» وصلت إلى باريس «تكشف عن خط الإمدادات الذى يتبعه «حزب الله» لتهريب الأسلحة (إلى لبنان) عن طريق سوريا»، متوقعة أن تقوم إسرائيل بشن هجوم على أحد مواقع حزب الله فى سوريا على شاكلة الهجوم، الذى شنته على موقع دير الزور الذى أدعت انه محطة نووية قيد الإنشاء. وقالت الصحيفة إن «هذه المعلومات السرية المتوافرة لدى وزارة الدفاع الفرنسية» بأن لدى حزب الله «ثلاث وحدات لوجيستية مخصصة لنقل الأسلحة وتوزيعها 40 ألف صاروخ تقريبا إلى جانب تأمين تنقل عناصره 10 آلاف مقاتل». وفندت «لو فيجارو» هذه الوحدات اللوجيستية كالآتى» (1) «الوحدة 108»: يقع مكتبها الرئيس فى دمشق، وهى مسئولة عن نقل الأسلحة والذخائر من مواقع التخزين الموجودة فى سوريا إلى المواقع الأخرى الموجودة على الحدود اللبنانية السورية علما بأن مواقع التخزين فى سوريا تكمن فى كل من حلب وحمص وطرطوس. (2) «الوحدة 112»: تهتم بتوزيع الأسلحة على مستودعات «حزب الله» الموجودة فى لبنان وتأمين الذخائر لوحداته القتالية، لاسيما تلك المتمركزة فى سهل البقاع. (3) «الوحدة 100»: تتوزع مهامها على «وحدتين متخصصتين» وهى معنية بتأمين نقل عناصر ومقاتلى «حزب الله» إلى جانب الخبراء الإيرانيين، ما بين لبنان وسوريا وإيران، من خلال مطار دمشق. وأشارت إلى أن «حزب الله انتقل للتمركز فى سوريا فى سبيل تأمين خط إمداداته العسكرية بنفسه بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008 فى دمشق»، ونقلت «لوفيجارو» فى هذا المجال عما وصفته «أروقة وزارة الدفاع» الفرنسية احتمال شن «عملية هجومية إسرائيلية على المواقع التى تقع تحت سيطرة الوحدة 108 فى سوريا» على غرار الهجوم على «دير الزور» فى سبتمبر من العام 2007». وحاولت «الشروق» الحصول على تعليق من حزب على هذه الأنباء، لكن القيادى الكبير فى الحزب مصطفى الحاج على قال للصحيفة قبل مثولها للطبع إنه ينتظر لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه المعلومات قبل التعليق عليها.ومن جهته، قال الخبير العسكرى اللبنانى ياسين سويد انه من غير المستبعد أن تشن إسرائيل هجوما على مواقع داخل سوريا لكنه فى ذات الوقت أكد أن حزب الله لن يقف مكتوفى الأيدى، وسيرد على ذلك بشتى الطرق. ورأى ان الوضع الإقليمى حاليا لا يمنع إسرائيل من ارتكاب حماقات، مضيفا أنه إذا اندلعت حرب جديدة فى لبنان كنتيجة لأى تصرف إسرائيلى ستكون حربا جوية خالصة ولن تشارك أى وحدات برية إسرائيلية فى أى حرب مقبلة. وقال: «ستكون المعادلة تدمير لبنان من الجو مقابل أمطار إسرائيل بصواريخ المقاومة». ومن جهة أخرى، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائبلية إن «حزب الله» ضاعف عدد مقاتليه بعد الحرب اللبنانية الثانية إلى مستوى قياسى، ووصل إلى نحو 30 ألف مجند فى صفوفه، فيما كان قبل الحرب لا يتجاوز 14 ألفا. وبحسب الصحيفة، فمنذ مقتل القائد العسكرى ل«حزب الله»، عماد مغنية، تزايد تدخل الضباط الإيرانيين، من الحرس الثورى الإيرانى، بشئون تعيينات فى قيادة الحزب حتى بات الحزب مربوطا بإيران، ليس فقط من الناحية المالية، إنما فى شئونه الداخلية، الأكثر حساسية. ورأى سويد أن حزب الله «مرتبط عضويا بإيران وهذا معلوم للجميع.. ولكن أتصور أن حزب الله يقدر تماما ما يمكن أن يحدث فى لبنان جراء أى حرب». ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة ان «حزب الله» يواجه أزمة مالية شديدة، إثر الأزمة النفطية العالمية والعقوبات المفروضة على إيران، الأمر الذى أدى إلى التراجع فى الدعم المالى الإيرانى للحزب بنحو 50 فى المائة.