قال رئيس مركز البحوث الزراعية، أيمن فريد أبوحديد: إن استراتيجية الاكتفاء الذاتى من الحبوب حتى 2020، التى أقرتها الحكومة فى مطلع الشهر الحالى، «لا تعتمد على ما توصلت إليه أبحاث وتجارب الهندسة الوراثية فى هذا المجال، إلا انها مع ذلك تضع فى حسبانها كل الاحتمالات كان نائب رئيس مؤسسة القمح الأمريكى قد صرح يوم الأحد الماضى خلال زيارة لمصر بأنه يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح إذا استخدمت الهندسة الوراثية لاستنباط أصناف مقاومة للحرارة. ويقول رئيس مركز البحوث الزراعية، إن المساحات المزروعة بالقمح حاليا تبلغ نحو 3 ملايين فدان، والحد الأقصى الممكن التوسع فى زراعته بهذا المحصول لا يتجاوز 500 ألف فدان، كما أن معدل الإنتاجية المتحقق فى مصر بالطرق التقليدية يعتبر من أعلى المعدلات العالمية، نحو 18 إردب فى الفدان، من ثم فإنه «من الضرورى الاستفادة من الهندسة الوراثية لرفع الإنتاجية لمستويات أكبر، حتى نحقق درجة أعلى من الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الاستراتيجى لكن رغم أن مصر تعمل على تطوير عدد كبير من المحاصيل الاستراتيجية من خلال متخصصين فى معهد الهندسة الوراثية، التابع لمركز البحوث الزراعية، كما يؤكد أبوحديد، الذى يعتبر أن تقنيات الهندسة الوراثية مفتاح لتحقيق الاكتفاء الذاتى، فإن «زيادة محصول القمح بالاعتماد على تلك التقنيات مازال أمامه نحو 10 سنوات ويعمل المعهد من خلال أبحاث الهندسة الوراثية على أنواع مختلفة من الحبوب والمحاصيل الحقلية والبستانية، كما يقول أبوحديد، إلا أن هناك صنفا واحدا فقط من الذرة الصفراء تم السماح بتداوله فى السوق بالفعل، ويستخدم كعلف حيوانى، أما بقية المحاصيل فمازالت فى مرحلة البحث حتى تثبت صلاحيتها. وتقرر لجنة الأمان الحيوى قبول أو رفض المنتج الذى يتم التوصل إليه، بعد دراسات وتجارب تصل مدتها إلى ست سنوات، حتى يتم التأكد من أنها آمنة تماما، تبعا لرئيس مركز البحوث. أما أنواع القمح المعدل وراثيا التى تجرى عليها الأبحاث فى الوقت الحالى، فإنها لم تعرض بعد على لجنة الأمان الحيوى، التى تستغرق ثلاث سنوات للبت فى أمرها، وإذا أجازتها تستغرق ثلاث سنوات أخرى أمام لجنة تسجيل الأصناف، وبعد تسجيلها تحتاج إلى ما بين 3 و5 سنوات حتى يتم إكثار التقاوى، حتى تصبح متوافرة للاستخدام التجارى. ويوضح أبو حديد أن هناك بعض المحاصيل التى وصلت فيها الأبحاث لنتائج ملموسة مطروحة على لجنة الأمان الحيوى فى الوقت الحالى، وتضم أصنافا من الذرة البيضاء تستخدم كغذاء للإنسان وكأعلاف، وكذلك بعض أنواع من الذرة الصفراء.