اعتبرت مجلة "لوس أنجلوس تايمز" فرقة بلاك تيما -في تقرير لها- من الأصوات المعبرة عن سخط جيل العشرينيات في مصر، من خلال كلمات وموسيقى يتردد صداها بوعي خلال ذلك الجيل. وفي حوار مع أمير صلاح الدين -أحد مؤسسي وعضو الفرقة- تحدث، قائلاً: "نريد أن نكتب عن أوجاع شعبنا ونغني له، في إطار خفيف وسهل، ولكنه لا يخلو من السخرية، فتعدادنا في تزايد، ونقص الخدمات التي نريدها يوميًّا في المستشفيات والأماكن العامة هو محركنا". وأضاف قائلاً: "لن نكون سعداء إذا قدمنا أغنية تثير غضب الحكومة، لدرجة قد تودي بنا للسجن، فقد تعدينا عصر الأغنية السياسية بطبعها اللاذع، والتي اشتهرت من خلال الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في الستينيات والسبعينيات؛ فلكل شيء خط أحمر لا يجب أن نتعداه". وأضاف: "الشباب الآن أصبحت اهتماماته مختلفة، وإيقاع حياته مختلف، فتجد الموسيقى مختلفة عن الماضي، من حيث النوع والآلات المستخدمة، وقد مزجنا الأنواع المختلفة من الموسيقى مثل "الريجي" و"الهيب هوب" و"الراب" و"الجاز"، بموسيقانا التراثية والنوبية؛ مما ولد نوعًا مختلفًا من الموسيقى والكلمات التي جذبت أذن وعقل المستمعين، فالناس بحاجة إلى أغانٍ حقيقية تجسد حياتهم الصعبة، ولكننا أخذناها بطريقة ساخرة". وعن بداياتهم الموسيقية، قال صلاح الدين: "لم نكن بالأساس موسيقيين، بل كنا ممثلين أنا وصديقي محمد عبده، وبدأ الأمر بأكمله في المركز الثقافي الفرنسي، وقدمنا أنفسنا كموسيقيين، وبدأت أولى حفلاتنا هناك". وأضاف: "إن الناس يعشقون الموسيقى النوبية، والتي تستمد إيقاعاتها من جريان نهر النيل وطميه وجلود الحيوانات؛ لذا فهي موسيقى طبيعية، سريعة التغلغل إلى الروح"، مضيفًا أن الفرقة قد تأثرت بالموسيقى الإفريقية عامة. وقال: "إن الشعب المصري متقلب وحاد المزاج بطبيعته، فمرة نجده مفعم بالحرارة والتعصب تجاه أغنية سياسية، وفجأة نجده مع أغنية رومانسية كلها أمل وحب"، وقال: إن فرقة "بلاك تيما" حريصة كل الحرص على إيصال رسالتها في حفلاتها، فهم يقدمون أغنيتين أو ثلاث ذات مغزى سياسي أو اجتماعي، ولكن بطريقة ساخرة؛ وهي التي تبقى في أذهانهم عندما ينصرفون. يذكر أن الفرقة قد تكونت أولا تحت اسم "كاريزما" -وضمت وقتها أمير صلاح ومحمد عبده (ممثلان مسرحيان)- وتم عرض أول عروضهم في المهرجان الدولي للموسيقى 2002، ثم انضم أحمد بحر وشمس -عازف الإيقاع في الفرقة- إليهم، وتم التدريب على أولى حفلاتهم الموسيقية في "ساقية الصاوي" عام 2004 تحت الاسم الجديد "بلاك تيما"، والذي يمثل موسيقى الغناء الأسمر في جميع أنحاء العالم، من إفريقيا وأمريكا الشمالية "الجاز" إلى النوبة وأمريكا اللاتينية "الريجي". وقد اشترك الثلاثة -أمير صلاح الدين وأحمد بحر ومحمد عبده- في تأليف وتلحين معظم أغنيات ألبومهم الأول، والذي حمل اسم (بحار) وصدر 2010، وضم 12 أغنية من أشهر أغانيهم مثل "إيه يعني"، "زحمة"، "إنسان"، و"قول آه"، و"بحار".