يقام حاليًّا، بقاعة الفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية بدار الأوبرا، معرض الفنان أشرف كحلة، بعنوان "روائع خط ونسج البنان لأسماء وآيات المنان"، والذي يشهد التقاء فن الخط العربي بفن النسيج، من خلال تجسيم روائع الخط العربي بأساليب نسجية مختلفة. وكان أهم الأساليب التي استخدمها كحلة الأسلوب اليدوي المسمى ب"التابستري"، والذي قل من يجمع بين أسرار هذين الفنين. فنرى لوحات أسماء الله الحسنى، وآيات قرآنية، واسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي كتبت ما بين الخط الديواني المتسم بالطواعية، وخط الثُلُث الأنيق. ونرى تكرر للوحات المعرض، ولكن باختلاف الألوان والنسيج والخط، وذلك لإبراز دقة وجمال النسيج والخط العربي معًا. كما يوجد بالمتحف لوحات "صديقة للبيئة"، قال عنها كحلة: إن "كل مكوناتها وألوانها طبيعية كصبغة قشر البصل، وصبغة الكركم". أما أكبر لوحات المعرض فيصل طولها إلى 5 أمتار، بينما يصل ارتفاعها إلى متر واحد، ومكتوب عليها "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا"، وهي مكتوبة بخط الثُلُث المتداخل، ومنسوجة من الصوف الطبيعي، والتي يصعب على النساج طيها؛ ما يجعلها تفردا في طريقة نسجها، وخطها الأنيق. وقد أكد الفنان كحلة في تصريح خاص ل"الشروق" أن علم الخط العربي واسع وعلم النسيج أوسع؛ لذا فقد أراد إمتاع جمهور الخط، بطريقة متفردة يحبها، وهي طريقة النسج، خاصة أنها مهنته التي يدرس أصولها ويشرف على عملها. معرض اللوحة البيضاء الأول وواصل كحلة حديثه عن حبه للخط العربي، قائلا: "طوال فترة إقامة المعرض، قررت أن أرسم لوحة أمام الجمهور يوميًّا، وذلك من الساعة السادسة حتى التاسعة، بحيث تكون إما لوحة من التراث وإما لوحة من أعماله؛ على أن أقوم بشرح الكثير من أسرار خطنا العربي، وذلك بغرض توسيع رقعة محبي فن الخط، خاصة من الأجانب". العلاقة بين الموسيقى والنسيج وأفرد الفنان دورًا بأكمله للوحاته النسجية التي تبرز العلاقة بين النسيج والموسيقى، والتي أفرد فصلا كاملا لها في رسالة الماجيستير، وكيف أن "اللَحِمَة والسداة" ينتجان فراغات تشبه النغمات الموسيقية، صعودا وهبوطا، عندما يتداخلان لإنتاج النسج المراد". وحول قلة معارضه النسجية، قال: "إنها ليست سهلة.. فالأمر أعقد مما تراه، فالجمهور لا يرى المنتج إلا في المرحلة النهائية.. لا يرى كمية التعب والإجهاد التي قد تستغرقها اللوحة الواحدة". مضيفا "أن لوحة واحدة قد تستغرق منه أشهرا.. وقد يعيد نسجها إذا وجد هناك خطأ صغيرا". وأضاف أنه يحلم بمعرض القطعة الواحدة فقط.. وهذا ما ينوي عمله في المستقبل، ولكن الجهد والتكلفة ما قد يبطئانه قليلا. الطفل مصطفى.. موهبة جديدة في الخط العربي الطفل "مصطفى"، الطالب في الصف الثاني الإعدادي، وأحد تلاميذ مدرسة الخط، قال الفنان عنه: "إنه الموهبة القادمة في الخط العربي، وينقصه بعض التدريب فقط إلى جانب تعلم النسيج ليجمع بين الحرفتين، ويتملكهما". جدير بالذكر أن المعرض يستمر طوال أيام الأسبوع عدا الجمعة، وذلك حتى 8 أكتوبر الجاري. يذكر أن أشرف كحلة مدرس الخطوط العربية بمعهد اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، ومشرف على مشاريع النسيج العملية بجامعة بني سويف. وقد أقيمت له معارض سابقة في 2006 للنسيج بعنوان: "الخطوط بالخيوط.. إبداع بلا حدود" بدار الأوبرا، وكثير من ورش الخط العربي.