أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية تضع المستقبل السياسى لجمال مبارك أمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى على المحك، بسبب دوره المثير للجدل فى تنفيذ برنامج التحرير الاقتصادى. وقالت الصحيفة فى تقرير لمراسلها بالقاهرة ياروسلاف تروفيموف: إن جمال مبارك الذى وصفته بأنه المرشح الأقوى لخلافة والده فى رئاسة الجمهورية لعب دورا رئيسيا فى برنامج التحول الاقتصادى فى مصر فى الوقت الذى يواجه فيه الاقتصاد المصرى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. ونقلت الصحيفة عن جمال مبارك قوله فى مقابلة معها: إن مصر لن تسمح للأزمة الاقتصادية العالمية بدفعها إلى التخلى عن سياسات تحرير الاقتصاد» لا يمكن تحقيق أهدافنا بدون برنامج إصلاح اقتصادى يحقق مستويات عالية من النمو». وأشارت إلى أن الاقتصاد المصرى وبعد سنوات من الانكماش حقق خلال السنوات الثلاث الماضية نموا سنويا قدره 7% فى المتوسط. وأضافت: لعب جمال مبارك المصرفى السابق فى بنك أوف أمريكا دورا رئيسيا فى وضع سياسات التحول الاقتصادى فى مصر، ولكن الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة تهدد «المعجزة الاقتصادية المصرية الوليدة». كما أن هذه الأزمة تضع المستقبل السياسى لجمال مبارك نفسه على المحك سواء بالنسبة لاحتمالات خلافة والده فى الحكم أو بالنسبة لسياسات التحرر الاقتصادى المثيرة للجدل التى كان مبارك الابن بطلها الأول. واعترف جمال مبارك أن استمرارية نمو الاقتصاد تحتاج إلى إقناع الرأى العام بالحاجة إلى المضى قدما فى تحرير الاقتصاد. وقال: «من الصعب جدا إقناع الشعب بفكرة تحرير الاقتصاد دون وجود أى نتائج ملموسة» حتى الآن. وأضاف: الذى تغير هو أننا انتقلنا من اقتصاد كان يتم توجيهه مركزيا بكل المقاييس وتسيطر عليه الدولة بصورة كبيرة إلى اقتصاد أكثر تنافسية ويوفر مناخا أفضل للشركات. وقالت الصحيفة: إن هذه التغييرات الاقتصادية تحققت بثمن باهظ، حيث ارتفع معدل التضخم الذى أضر بالطبقات الوسطى ووسع الفجوة بين الطبقات فى المجتمع وأشعل العديد من الاضطرابات العمالية. ونقلت عن محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قوله إن: كل ما حدث هو أن الأغنياء المتحلقين حول السلطة حصلوا على المزيد من الثراء فى حين أن أغلبية الشعب مازالت تعانى من الفقر.