أثقلت الهزيمة الثقيلة التى منى بها الأهلى أمام الإسماعيلى ظهر حسام البدرى.. ولأول مرة منذ عام 2001 تطالب جماهير الفريق الأحمر بتدخل الإدارة لإجراء تغييرات فى الجهاز الفنى خلال الموسم.. وتصاعدت حدة الانتقادات للبدرى لدرجة مطالبته بالاستقالة عبر مواقع جماهير النادى لإعفاء الإدارة من حرج إقالته وسط الموسم.. وهو أمر مدهش أن يتداول جمهور الأهلى ذلك قبل مواجهة الترجى فى البطولة الأفريقية.. ولعل ذلك يدفعنا للسؤال عن الموقف من البدرى فى حالة تحقيق الفوز.. هل يتغير الاتجاه؟! وكان ذلك أعنف صور النقد التى يتعرض لها المدير الفنى للأهلى، وهو ما لم يتعرض له مدرب آخر للفريق طوال قرابة 10 سنوات.. لكن هل أخطأ البدرى التقدير فى مباراة الإسماعيلى؟! ● قبل ذلك.. الأصل أن نرى كيف لعب الدراويش.. وهم كانوا الفريق الأفضل، وتعاملوا مع المباراة بجدية، وبأهداف ودوافع معنوية مفهومة. فالفوز على الأهلى هدف يستحق أن يلعب من أجله الفريق بتشكيله الأساسى والكامل، حيث أدرك فوتا وأدركت معه إدارة النادى أن لقاءات الفريقين تعد من دربيات الكرة المصرية، ونتائجها تسجل فى التاريخ بقدر ما تحفظ فى ذاكرة الجماهير.. كما أن الفوز على الأهلى يعد ردا، ولا أقول، ثأرا للخسارة فى القاهرة بنفس البطولة، بجانب أن الفوز يمنح الفريق قوة معنوية فى طريق الدورى الطويل، والدراويش هذه المرة يرون أنهم قادرون على المنافسة. ● إذن كانت إرادة الفوز عند لاعبى الإسماعيلى أكبر بكثير من إرادة لاعبى الأهلى.. وتفوق الدراويش فى كل الخطوط على المستوى الفردى والجماعى.. وفى المقابل كان من المنطقى أن يلعب البدرى بلاعبين بدلاء فى المباراة، لكن هؤلاء البدلاء لم يعدوا معنويا بصورة جيدة، وخاضوا اللقاء وهم على يقين بأن كلا منهم مجرد «دوبلير» للبطل، وسيكون له المشاهد الجماهيرية، بينما هم مثل هذا الممثل الذى يتلقى الضربات ويقوم بالحركات الخطيرة، دون أن يظهر وجهه على الساحة أو على الشاشة.. كانت المباراة بالنسبة للبدلاء أداء واجب وملء مساحة وليست اختبارا لقدراتهم.. أو إعدادا لهم فكان هذا الأداء الهزيل جدا.. عندما لعب مانشستر يونايتد مع إيفرتون فى الدورى الإنجليزى، وتعادلا 3/3. خاض أليكس فيرجسون المباراة التالية فى دورى أبطال أوروبا أمام رينجرز الأسكتلندى بفريق من الاحتياطيين، وتعادل الفريقان سلبيا، لكن بدلاء مانشستر يونايتد لعبوا بمنتهى الجدية ولم يقدروا على اختراق التكتل الدفاعى المنظم لفريق رينجرز، لكنهم على أى حال لعبوا وحاولوا لأنهم من المحترفين، وعملهم هو الأداء بجدية دائما مهما كانت المباراة ومهما كان المنافس ومهما كانت الظروف.. بينما لم يلعب بدلاء الأهلى بنفس الجدية أمام الإسماعيلى، ولا يعنى ذلك أننا نتبنى نفس تفسير الجهاز الفنى للأهلى للخسارة، فهى ليست بسبب اللعب بالبدلاء وإنما لأن البدلاء لم يلعبوا أصلا أو لم يرغبوا فى ذلك. ● البعض تحدث عن قوة المباراة.. فهل الاستعراض من جانب طرف واحد وهم الدراويش يعنى قوة مباراة.. وقد كان أداؤهم استعراضا فعلا، ويشهد على ذلك كرة أحمد على التى أهدر منها الهدف الخامس.. لكن ما شاهدناه ليس فيه من دلائل القوة فى المباريات أو معاييرها، فالضغط غير موجود فى أنحاء الملعب من جانب لاعبى الفريقين، ولا تغطية حقيقية، ولا تضييق للمساحات عند فقدان الكرة ثم بذل أقصى الجهد بالتحرك لصناعة المساحات.. عند امتلاك الكرة.. ولا توجد جمل، ومناورات وصراع تستشفه من اللعب بالطاقة القصوى فى الفريقين.. فحقق الإسماعيلى فوزا سهلا للغاية، قد يدفع الأهلى بسببه ثمنا باهظا ما لم يسرع من الاستشفاء منه.. ولذلك بدت المباراة كأنها فى إطار مهرجان تكريم فرانسيس أو اعتزاله.. وهو من اللاعبين الذين خدعنا مستواهم فى مباراته الأولى، فبدا أنه يملك القوة والسرعة لكن عضلاته تبدو غير حقيقية، وكأنها مشحونة بالهواء بضغط 45 يهدده بالانفجار إذا أسرع على الطريق! الأهلى مقبل على موقعة مهمة، ولا أحد يضمن الفوز فى أى مباراة أو إحراز أى بطولة، وكل فرق الكرة فى العالم تمر بفترات صحوة وهبوط، الصحوة لا يمكن أن تكون أبدية والهبوط أيضا، وحين يحدث ذلك يكون هناك خلل فى المنظومة كلها أو خلل فى أحد أركان المنظومة بالكامل.. لكنه بالتأكيد ليس الأهلى الذى كان عام 2006.. وعلى الرغم من تعزيز صفوفه فإن ذلك جاء ناقصا على حساب المهاجمين، فالفريق فى حاجة إلى القوة والسرعة فى الهجوم، ولو حتى عاد ولعب عماد متعب.. كما أن الفريق بحاجة إلى نفس القوة والسرعة فى خط الظهر، وإلى أطراف بديلة لفتحى ومعوض كذخيرة احتياطية لأنهما يستهلكان بشدة.. فيما يجب أن يكون البدرى أكثر صرامة، وأهدأ فى أعصابه وهو يتعامل مع لاعبيه.. وعليه أن يقدم لهم كرة قدم أعلى وأكبر مما يملكون فى رءوسهم.. فهذا يجلب الطاعة، وبدونه قد تغيب تلك الطاعة. كانت الهزيمة القاسية من الإسماعيلى دراما، خلفت نقدا وحزنا وشعورا بالإهانة لدى جماهير الأهلى.. والإهانة ترجع إلى رقم الأهداف وإلى المستوى الهزيل الذى قدمه الفريق.. فيما شهدت نهاية المباراة دراما أخرى حين هاجم جمهور الأهلى نجمه ولاعبه الأسبق شادى محمد بلا سبب، فهو لم يترك الأهلى وإنما تركه الأهلى.. فلماذا كانت الإساءة..التى أسالت دموع شادى.. ولماذا أيضا ظل جمهور الإسماعيلى يحتفل بانتصار الفريق بتنظيم أناشيد السباب للأهلى.. ألا يوجد أمل أبدا فى عودة البهجة والمتعة والروح الرياضية إلى لقاءات الفريقين..؟!