من المتوقع أن تشهد أسعار المكرونة والبسكويت والمخبوزات والحلوى فى مصر ارتفاعا خلال الفترة المقبلة، فالأزمة الحالية للقمح الروسى ستجعل التجار المحليين مضطرين إلى استيراد القمح من دول أخرى بأسعار أعلى مما كانت عليه قبل ذلك، «والزيادة فى التكلفة سيتم تحميلها بالتأكيد للمستهلك، خاصة مع زيادة الطلب فى رمضان»، بحسب تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية فى تقرير حديث لها، أصدرته مساء أمس الأول، جاء بعنوان «أثر حظر واردات القمح الروسى». وجاءت رؤية وحدة الأبحاث التابعة لمجلة الإيكونوميست، متوافقة مع وزارة الزراعة الأمريكية، والتى ترى أنه «بالرغم من أن الحكومة المصرية أسرعت فى بداية الأزمة إلى طمأنة مواطنيها بأنها تسيطر على المشكلة، فإن أسعار بعض السلع غير المدعومة مثل المكرونة والدقيق وغيرهما سرعان ما تضاعفت خلال الفترة الماضية، وهى مرشحة لمزيد من الارتفاع» ، بحسب تعبيرها، متوقعة أن «تعانى مصر بشدة من قرار حظر واردات القمح الروسى». وتبعا للإيكونوميست، فإن الزيادة فى أسعار السلع غير المدعومة سترفع بشدة الطلب على الخبز المدعوم، مما قد يؤدى إلى حدوث حالات من الشغب بين المواطنين فى طوابير الخبز، مع عدم القدرة على تلبية الطلب المتزايد. وحذرت المؤسسة الدولية، فى تقريرها الصادر منذ يومين عن وضع القمح فى مصر، من أن تقود هذه المشاكل إلى حالة من الغضب الشعبى والاضطرابات الاجتماعية، فى ظل حساسية التوقيت السياسى، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. من ناحيتها ترى وزارة الزراعة الأمريكية أن «حظر القمح الروسى لا يهدد الأمن الغذائى فى مصر، مع وجود مخزون يكفى لخمسة أشهر»، ولكن التأثير الأكبر له سيكون على أسعار السلع غير المدعومة وعجز موازنة هيئة السلع التموينية، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية قد يكون عليها دفع مبالغ إضافية تتراوح بين 440 و700 مليون دولار خلال العام المالى الحالى لتأمين وارداتها من القمح. كان أحمد نظيف، رئيس الوزراء، قد توقع الأسبوع الماضى، أن تؤدى أزمة القمح الروسى إلى زيادة العجز بما يتراوح ما بين 2.5 و4 مليارات جنيه «فى أسوء التقديرات». من ناحية أخرى، اعتبرت الوزارة الأمريكية، فى تقريرها الذى أكدت أنه لا يعكس وجهة النظر الحكومية، أن الحظر الروسى خلق فرصا جيدة لزيادة الصادرات الأمريكية خلال الفترة المقبلة سواء إلى هيئة السلع التموينية بمصر أو إلى شركات الاستيراد الخاصة، «مع تحرك كل منهما بقوة لتأمين الواردات من القمح».