غاب الدكتور سعد الدين إبراهيم، مؤسس مركز بن خلدون اليوم الثلاثاء، عن مؤتمر إعلان التقرير السنوي للمركز حول المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في مصر لعام 2009. فيما أرجع المهندس أحمد رزق، مدير المركز، غياب إبراهيم إلى "حصار أمني" فرضته عليه زوجته منعه من الخروج وحضور المؤتمر. وقال الدكتور أحمد شلبي، المشرف على إعداد التقرير، إن الدكتور سعد الدين دخل في نضال حقيقي ضد النظام والسلطة، وأضاف: "آن الأوان لكي يتنبه الناس لمقاومة النظام الحاكم وتحميله مسئولية ما وصلت إليه مصر في عصرنا الحالي". وشن شلبي هجوما على ما أسماه تدخل الأجهزة الأمنية في المجتمع المدني وسعيها للسيطرة عليها، وقال: "هناك تدخل شبه تام من قبل الأنظمة العربية في عمل هذه المنظمات وتخضع هذه المنظمات لرقابة الأجهزة الأمنية". وشدد شلبي على وجود انتهاكات ترتكبها الأجهزة الأمنية في تعاملها مع هذه المنظمات. وشدد المشرف على التقرير على أن العالم يشهد طوفانا ديمقراطيا، والعالم يستجيب له بسرعة كبيرة على عكس الأنظمة العربية، وقال: "تطبيق الديمقراطية في العالم العربي يتسم بالبطء الشديد.. والتحولات الديمقراطية في البلدان العربية خجولة وتتحرك بجمود شبه تام". ووصف التقرير السنوي، الذي أصدره مركز ابن خلدون اليوم رسميا، نظام الحكم في مصر بأنه بقايا نظام فرعوني، وقال إن مصر تشهد تحولا جذريا في انتقال السلطة من الشمولية إلى التعددية السياسية الديمقراطية، وأن هناك مطالب شريحة كبيرة بالتغيير في مصر. وأضاف التقرير: "هناك فئة كبيرة من الشعب قررت عدم الخنوع والخضوع كالمعتاد وبدأت موجه الاعتراضات". كما أكد شلبي على التقرير أنه يرصد أهم التطورات في الحالة السياسية والديمقراطية، ويتكون من 3 أجزاء رئيسية، وهي مقدمة للأوضاع في العالم العربي ومصر بصفه خاصة، وبعد ذلك يتناول 7 محاور يتحدث فيها التقرير عن السلطة التنفيذية والأحزاب السياسية والسلطة القضائية والاعتقالات ومنظمات المجتمع المدني وحرية الإعلام والتعبير والحريات الدينية والأقليات وحقوق المرأة "الكوته البرلمانية". وأوضح أن التقرير لم يشمل فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتمكن فريق العمل من جمع معلومات عن فلسطين، وكذلك حالت الظروف دون أن يشمل التقرير الصومال وجيبوتي.