فجر خلاف الروائى الكبير بهاء طاهر مع قسم النشر بالجامعة الأمريكية ما يتردد بقوة هذه الأيام عن حماية حقوق الملكية الفكرية، للمؤلف وللناشر، وهو موضوع ضخم، وشائك، يثير الجدل دائما، إذ لا يوجد وعى ثقافى وقانونى لهذه المسألة.نشب ذلك الخلاف بين طاهر والجامعة الأمريكية لخلو العقد الموقع بينهما من أى بند ينص على ضرورة أخذ رأى المؤلف فى حالة بيعه لطرف ثالث، فضلا عن أنه غير محدد المدة، كما أن قسم النشر بالجامعة فسر عقوبة البيع لطرف ثالث بشكل اعتبره طاهر إساءة مادية وأدبية له، بعد اكتشافه أن دار نشر فى لندن أعادت نشر روايتيه «قالت ضحى»، و«الحب فى المنفى» دون أى إخطار مسبق من قسم النشر لبهاء طاهر. ولعيوب هذا العقد، من وجهة نظر طاهر، قدم مذكرة إلى الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين لطلب الرأى القانونى للاتحاد باعتباره الجهة المعنية لبحث هذا النزاع بين المؤلف وقسم النشر بالجامعة الأمريكية حول مدى قانونية العقود التى تبرمها الجامعة الأمريكية مع المؤلفين المصريين مقابل ترجمة أعمالهم ونشرها باللغة الإنجليزية. وتعليقا على ذلك أكد محمد رشاد للشروق أن الاتحاد يعكف حاليا على بحث مذكرة طاهر الذى بادر، وهو مؤلف باللجوء إلى اتحاد الناشرين، ملبيا دعوة الاتحاد لحل مشكلات المؤلفين لا الناشرين فقط. وأشار رشاد إلى أنه أرسل الشكوى إلى لجنة حماية الحقوق الملكية الفكرية بالاتحاد للبت فيها. وذكر أن بهاء كان قد وقع عقدين مع الجامعة الأمريكية لترجمة «الحب فى المنفى» فى عام 2000، و«قالت ضحى» فى عام 2008. وأوضح رشاد أن طاهر طالب فى مذكرته الرأى حول مدى مشروعية عدم النص فى العقدين على تاريخ محدد ومعلوم لانتهاء مدة العقد بين الطرفين، متسائلا فيها: هل يعنى ذلك أن تكون حقوق قسم النشر «أبدية»، فضلا عن سؤاله حول مدى اتفاق العقدين مع قوانين جمهورية مصر العربية، خصوصا أن العقد ينص على أن الالتزامات الناشئة عنه يُفسر ويحكُم بقوانين مصر. وحول عضوية قسم النشر باتحاد الناشرين، أكد رشاد أن القسم كان عضوا مسجلا بالاتحاد، لكنه توقف لفترة عن تسديد رسوم اشتراك العضوية بالاتحاد، مما استُبعدَ من العضوية، وأشار رشاد إلى أن الجامعة الأمريكية تقدمت مرة أخرى للحصول على طلب عضوية الاتحاد، إلا أنه لم يبت فى هذا الطلب حتى الآن، موضحا: «لكن هذا لا يمنع أننا نهتم ببحث هذا الخلاف». نبيلة عقل المديرة الإعلامية بقسم النشر بالجامعة الأمريكية قالت مشددة إنه لا يجوز الإدلاء بأى تصريحات صحفية حول هذه النقطة، حيث يوجد تبادل خطابات بين محامى قسم النشر بالجامعة الأمريكية، ومحامى الكاتب بهاء طاهر بخصوص هذا الخلاف، أى أن الموضوع تبحثه لجنة تحكيم قانونية، مؤكدة أن «الموضوع فى ذمة القضاء، ولا نملك أى تعليق حاليا».