تطرقت صحف عربية صادرة، صباح اليوم الاثنين، لعدد من الشؤون المصرية، كان في مقدمتها أزمة داخل الحكومة بسبب تقليص الإنفاق على حراسة الوزراء، وآراء المعارضة حول إمكانية تعديل الدستور وحملة لدعم جمال مبارك نجل الرئيس، ومنع وفد إسلامي من بلوغ غزة، بجانب أزمة الكهرباء وموقف الكنيسة ووزارة الأوقاف من زيارة القدس. 65 مليونا سنويا لحراسة الوزراء أكدت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن أروقة الحكومة تشهد حاليا أزمة داخلية محتدمة بسبب قرار حبيب العادلي وزير الداخلية تقليص مخصصات حراسة زملائه الوزراء وأسرهم، والتي بلغت خلال العام المالي الأخير 65 مليون جنيه، مما أثار غضب عدد من الوزراء. وأوضحت الصحيفة أن الوزير يسعى لخفض ميزانية إدارة الحراسات الخاصة بوزارته، والتي تبلغ حوالي 250 مليون جنيه سنويا، مخصصة لحماية الشخصيات المهمة والسفارات وكبار رجال الدولة والممثلين الدبلوماسيين الأجانب، بحيث لا تزيد قيمة المبالغ المخصصة لحراسة الوزراء وأسرهم على 50 مليون جنيه. وأضافت الصحيفة أن عددا من الوزراء أعربوا عن استيائهم الشديد جراء قرار الداخلية، معتبرين ذلك مساسا بالمزايا التي يتمتعون بها، إذ كان على رأس المحتجين وزراء التربية والتعليم والمالية والقوى العاملة والخارجية. مصر منورة بأهلها أما صحيفة "الحياة" اللندنية فقالت، إن الحكومة استعاضت عن الكهرباء بالبشر لإضاءة الحياة ليلا، اعتمادا على عبارة أن "مصر منورة بأهلها"، حيث تعالت طوال الثلاثة أسابيع الأخيرة الشكاوى من كثرة وطول فترة انقطاع التيار الكهربائي. وأشارت الصحيفة إلى أن ملايين المصريين يضعون أياديهم على قلوبهم، خوفاً من أن تكون كثرة الحديث عن الأحمال الزائدة وتصريحات مسئولي الكهرباء عما يحدث في دول العالم المتقدم في ساعات الذروة التي يزيد فيها استخدام الكهرباء هدفها زيادة تعريفة الكهرباء. المعارضة وتعديل الدستور من جانب آخر، قالت الجريدة إن المعارضة فسرت التصريحات التي أدلى بها مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية -حول إمكانية تعديل الدستور- على أنها تمهيد لما يعرف بالتوريث، فيما اعتبرها قياديو الحزب الوطني الحاكم بأنها رؤية لما بعد انتخابات 2011. ونقلت الصحيفة عن حسن نافعة المنسق العام ل"الجمعية الوطنية للتغيير" القول، إن التصريحات تأتي كتمهيد لعملية التوريث التي يصبح من خلالها جمال مبارك هو الرئيس، مشيرا إلى أن الهدف من هذا التصريح هو التأكيد على أن مطالب المعارضة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ بعد وصول جمال إلى السلطة. عودة هزيلة لجمال وأوردت صحيفة "القدس العربي" اللندنية مقالا لعبد الحليم قنديل عضو حركة كفاية المعارضة قال فيه، إن عودة جمال إلى المسرح السياسي، تبدو هزلية تماما من خلال خبر عن تكوين الائتلاف الشعبي المصري لدعم ترشيح جمال مبارك، بينما القصة كلها "هواء في هواء" على حد تعبيره. واعتبر قنديل أن حملة مساندة جمال تمثل في قاعة تضم بضعة أفراد ممن لا ذكر لهم، اعتادوا طلب الرزق الشحيح من عابري السبيل ووجدوا في النفاق العبثي تقربا وطاعة ووجدوا في اسم جمال مبارك لعبة مسلية قد تفيد الجيب وتشيع الذكر، غير أنهم فوجئوا بتنكر قادة الوطني، حيث قال علي الدين هلال أمين إعلام الحزب، إن الحديث عن ترشيح غيره في وجود الرئيس حسني مبارك هو ببساطة وبنصه الحرفي "قلة أدب". إلغاء زيارة وفد إسلامي لغزة كما نقلت "القدس العربي" عن مصادر سورية واسعة الاطلاع، أن تنسيقا مصريا فلسطينيا على مستوى سلطة محمود عباس كان وراء إلغاء زيارة وفد رؤساء برلمانات الدول الإسلامية إلى قطاع غزة المحاصر، وأن الوفد السوري الذي كان يفاوض باسم اتحاد البرلمانات الإسلامية تعرض لخداع من قبل الطرف المصري أفضى في المحصلة إلى إلغاء الزيارة. زيارة القدس بين منع البابا وموافقة الأوقاف اهتم هاني لبيب الكاتب المصري في مقاله بصحيفة الحياة بتجديد محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف دعوته لزيارة القدس وكسر حاجز المقاطعة الذي فرضته إسرائيل على المدينة المقدسة، مشيرا إلى أن علينا التمييز بين زيارة القدس وزيارة رام الله أو غزة، حيث إن الأولى تعني دعم اقتصاد إسرائيل، بينما زيارة رام الله أو غزة فهي تعني دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني باعتبار أنها مناطق سيطرة السلطة الوطنية. وقال لبيب إن موقف الكنيسة القبطية من قضية زيارة القدس هو موقف وطني مشرف، يراه البعض موقفا سياسيا، وأن منع الكنيسة أبناءها من زيارة القدس موقف يتناغم مع الإرادة الوطنية والشعبية في موقفها من إسرائيل ويعبر عن الإجماع الوطني للمصريين المسيحيين والمسلمين من زيارة القدس.