فى الأسابيع الماضية، احتشد أساتذة فى قاعات المؤتمرات كى يتعلموا استخدام شبكات فيس بوك وتويتر ويوتيوب فى قاعات الدراسة، على الرغم من أن بعض الحاضرين أثار قضايا الخصوصية فى مواجهة التقنيات الاجتماعية العالية. وقد حضر نحو 750 أستاذا وإداريا مؤتمر «التكنولوجيات الناشئة للتعليم على شبكة الإنترنت» الذى قام بتنظيمه «سلون كونسورتيوم»، وهى مجموعة لدعم التعليم من خلال التكنولوجيا لا تستهدف الربح، بالمشاركة مع شركتين أخريين من شركات البرمجيات والموارد التعليمية. وجذبت جلسة حول فيس بوك، حشدا كبيرا، حيث اكتظ الناس فى الغرفة. وتقول مقدمة البرنامج دنيس نولز، وهى متخصصة فى تطبيقات الشبكة العنكبوتية بكلية لوس ميدانوس فى مدينة بيتسبرج بولاية كاليفورنيا، إن من فوائد الشبكة الاجتماعية التى تحظى بشعبية أن الطلاب يعرفون بالفعل كيفية استخدامها، على العكس من نظم إدارة الدورات مثل نظام «بلاكبورد». وقد شجعت الأساتذة على استخدام فيس بوك لإرسال إعلانات عن الدورات التى يقدمونها، وتصميم التكليفات التى يقوم الطلاب بالرد عليها بواسطة الخدمة. غير أنها أوصت الأساتذة بإنشاء حسابين على فيس بوك واحد للتواصل مع الطلاب والآخر من أجل الاتصالات الشخصية. وبهذه الطريقة، يستطيع الأساتذة الفصل بوضوح بين هوياتهم المهنية وبين جوانب مهمة فى حياتهم. ثلاث أفكار غير عادية يقول جيرمى كيمب، الرئيس المشارك للمؤتمر والمحاضر بجامعة سان خوسيه: إن المؤتمر عالج هذا العام ثلاثة موضوعات رئيسية: استخدام تكنولوجيا الهواتف النقالة مثل آى فون، وتسجيلات الفيديو على الشبكة العنكبوتية وغيرها من أدوات الإنترنت، ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك. ومن بين أهم الاقتراحات غير العادية خلال العروض: مطالبة الطلاب بأداء تمارين تقمص الأدوار على فيس بوك أو تويتر. وعلى سبيل المثال، يمكن لكل من الطلاب فى دورة دراسة التاريخ الأمريكى أن ينشئ صفحة على فيس بوك باسم شخصية تاريخية، ويقوم على نحو دورى بإرسال «تحديث للأوضاع» عن الأمور التى قام بها المشهورون. وبالمثل، نظمت جامعة ولاية يوتاه، إعادة تمثيل للحرب الأهلية على تويتر. تعلم الأساتذة كيفية استخدام ميزة التتبع على اليوتيوب لمعرفة عدد مشاهدات الطلاب لفيديوهات المحاضرات التى قام الأساتذة برفعها. وقال سام ماجواير، أستاذ الموسيقى المساعد فى جامعة كولورادو بولاية دينفر، إنه عندما قام بذلك اكتشف أن بعض الطلاب عادوا بعد شهور لمشاهدة تسجيلات الفيديو الخاصة به. إرسال تسجيلات فيديو مدتها دقيقة واحدة للطلاب لتذكيرهم بالتكليفات الدراسية، باستخدام خدمة مجانية تسمى آى جوت. وقالت تريسى لا باربرا ستورمى، مصممة الوسائط التعليمية فى جامعة ولاية كينسو بالقرب من أتلانتا، إن رسائل الفيديو بدلا من رسائل التذكير عبر الإيميل من شأنها «الحفاظ على مشاركة الطلاب بصورة أكبر» فى الدراسة. التكنولوجيا ليست مساوية للتعليم وحذر بعض الحضور من أن الأساتذة ربما يستخدمون التقنيات لمجرد أنها تبدو منعشة، وليس لأى هدف تعليمى محدد. وفى مقابلة عقب دورة فيس بوك، قالت شارى مكوردى سميث، المدير المساعد لمركز التعليم والبحوث وتقديم الخدمات عبر الإنترنت بجامعة إيلينوى فى سبرنجفيلد: «يتحدث الجميع عن استخدام التكنولوجيا، ولكن ما تأثير ذلك على التعليم؟» وأضافت «أعتقد أن هذا مثار قلق كبير أسمع عنه كثيرا». وأوضحت أنها شاهدت دلائل على أن التكنولوجيا تحسِّن التعليم، ولكن ينبغى القيام بأبحاث أكثر فى هذا المجال. ومع ذلك، أعربت عن دهشتها بشأن حجم الحضور والاهتمام بفيس بوك. وقالت إنه قبل سنوات قليلة فقط كان يبدو أن معظم الأساتذة يشكون من طول الوقت الذى يهدره الطلاب على الإنترنت.