اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن السبب الذي جعل بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يرغب في الاجتماع بالرئيس حسني مبارك هو التأكيد للإسرائيليين أن عملية السلام لا تزال مستمرة، ما يمكنه من دعم نفوذه مع شركائه في الائتلاف الحكومي، وخصوصا مع أفيجدور ليبرمان وزير خارجيته. وقالت الصحيفة إن نيتانياهو، الذي التقى مبارك يوم الأحد، يبدو لديه شعور طاغ بالضرورة الملحة لإحداث تقدم في محادثات السلام، حيث إنه يجهل كيف ستكون اتجاهات النظام الذي سيخلف الرئيس مبارك، مؤكدة أنه (مبارك) أدى دورا رئيسيا في سياسات الشرق الأوسط لما يزيد عن 30 عاما. ونقلت الصحيفة عن مئير جاودانفر، محلل شئون الشرق الأوسط، المقيم في تل أبيب، القول بأن قمة نيتانياهو– مبارك كانت لأغراض محلية، حيث رغب نتيانياهو في إحداث تقدم لتقليل ضغط واشنطن عليه والحد أيضا من تأثير ليبرمان، الذي يعارض تقديم إسرائيل أي تنازلات قبل بدء المفاوضات. كما نقلت عن ديفيد ماكوفسكي، الخبير في السياسات الإسرائيلية، الذي شارك في تأليف كتاب "الأساطير والأوهام والسلام"، القول بأن مبارك هو الشخص الذي يمكنه تحفيز العرب لمنح الدعم الذي يحتاجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل بدء المحادثات المباشرة. ومن جانب آخر أكدت الصحيفة أن نفوذ القاهرة على جامعة الدول العربية جعل منها حليفا هاما للفلسطينيين الذين بدءوا مؤخرا الاعتماد عليها لمساندة أي قرارات هامة بشأن المفاوضات مع إسرائيل، لافتة إلى أن الجامعة منحت الفلسطينيين غطاء سياسيا -في وقت سابق من هذا العام- لبدء محادثات غير مباشرة، على الرغم من عدم وفاء إسرائيل بطلبات وقف البناء الاستيطاني. جدير بالذكر أن اجتماع مبارك- نيتانياهو لم يُظهر أي تقدم ملموس، حيث صرح أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، بعد انتهاء الاجتماع، بأن أسس التحول إلى المحادثات المباشرة لا تزال مفقودة، وأضاف أن هناك حاجة إلى عمل المزيد لسد الثغرة بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل أن يتمكنا من البدء في المحادثات المباشرة.