رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن غضب تركيا من إسرائيل جراء هجوم الأخيرة على سفينة مرمرة التركية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة ضمن أسطول الحرية، هو غضب مفهوم وله ما يبرره في ظل مقتل 9 أتراك من ركاب السفينة على أيدي القوات الإسرائيلية الخاصة (الكوماندوز). غير أنه، وفقا للصحيفة، ذهب المسئولون الأتراك بغضبهم وخطاباتهم أبعد من اللازم، حيث طالب رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، على سبيل المثال، بمعاقبة إسرائيل على إرهاب الدولة، كما قال عبد الله جول الرئيس التركي: إن بلاده لن تغفر لإسرائيل هذا الهجوم أبدا. وأشار التقرير إلى حاجة إسرائيل وتركيا وحليفهما المشترك، الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى تهدئة الأجواء. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل، وأن كلا من تركيا وإسرائيل استفادتا من علاقتهما المشتركة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية عام 2009 نحو ملياري ونصف مليار دولار، وأن لتركيا، الدولة المعتدلة صاحبة الديمقراطية العلمانية والعضو بحلف شمال الأطلنطي ناتو، مصلحة قوية في استقرار الشرق الأوسط. رأت الصحيفة أن القيادة التركية توظف التصعيد الذي يحدث بين تركيا وإسرائيل منذ المواجهة بين رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي مطلع عام 2009 بشأن الحصار على غزة، على الصعيد الداخلي في تركيا وتستفيد منه على صعيد العالم الإسلامي، مضيفة: ولكن ربما وجد السيد أردوغان صعوبة في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه في حال احتاج ذلك، وسيحتاج. وفقا للتقرير، الفلسطينيون في حاجة للتأكيد للمدافعين عن قضيتهم أن إسرائيل تستحق الانتقاد بسبب كارثة الهجوم على أسطول الحرية، ولكن إزكاء المشاعر ضد إسرائيل أمر غير مسئول وخطير. وأشار إلى أنه من الضروري مكافأة السيد أردوغان على محاولات الوساطة في المحادثات السرية بين الحكومة الإسرائيلية السابقة، وسوريا، ولكن صفقته الأخيرة هو والبرازيل مع إيران بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني ساذجة بشكل مزعج، وأن على تركيا أن تستمر في العمل دبلوماسيا لإنهاء الحصار على غزة، وأن إسرائيل قد لوحت الآن بعزمها تخفيف الحصار على غزة، بل عليها أن تنهيه تماما.