الغربة عن الوطن الأبرز.. تنوع في أولى برامج مهرجان الإسماعيلية السينمائي

عرض 5 أفلام من جنسيات مختلفة، ضمن برنامج الأفلام التسجيلية القصيرة التي عرضت في اليوم الأول من فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، إذ حمل كل منها مضمونا يعبر عن هموم صناعه وأفكارهم.
عرض في البرنامج أفلام: "حيث يزهر الياسمين دائما، وما بعد بيروت، وسكون، والخروج عبر عش الوقواق، ويوم استقلالي"، ورغم اختلاف الأفلام إلا أنها تشترك في كونها تحمل هما إنسانيا يرتبط بمعاناة الأفراد الذاتية والوطنية وما يتقاطع بينهما من مساحات.
*حيث يزهر الياسمين
فيلم ينتمي إلى أفلام الرسوم المتحركة، من إخراج حسين بستوني، مدته 9 دقائق، وتدور الأحداث بين جدران البيت القديم، حيث يترك الشاب جزءًا من روحه حاملًا معه ذكريات لا تنسى متجها نحو مستقبل مجهول تاركا وراءه مكانا يحمل بصمات الماضي.
وبين الانفجارات والقتلى تتنقل الشخصية وفي كل مكان تقع به ضحية أو منزل أصبح كومة من الركام والتراب، تُزهر الياسامين الصغيرة وتقاوم الدمار، لذلك ينتهي الفيلم بمشهد لجذور الياسمين وهي تحاول إحدى الأعمدة الخرسانية المهشمة وفوقها تظهر زهرة الياسمين.
ومخرج الفيلم هو طالب في مجال الرسوم المتحركة في كلية الفنون الجميلة في ألمانيا، ولد ونشأ في ضواحي دمشق، حيث اكتشف شغفه بالرسم، واختار أن تكون مجال دراسته فيما بعد، في عام 2014 أجبرته الحرب على الخروج من سوريا، واستقر في ألمانيا عام 2015.
*وما بعد بيروت
هو فيلم روائي قصير، للمخرج بيار موزانار، مدته 23 دقيقة، وتدور الأحداث حول الحياة في منزل بمدينة بيروت، قبل مغادرة إحدى الأسر له.
كل ليلة يعود شبح الشخصية الرئيسية لورا، الفتاة اللبنانية التي هاجرت إلى شمال أوروبا، ليظهر في منزل عائلتها الذي تركته في بيروت بينما يتردد صوتها في أرجاء المكان، تبدأ الذكريات المتناثرة بالتشكل لترسم صورة حول الحياة التي كانت تعاش يوما في هذا المنزل.
ويكشف الفيلم عن الانشقاق داخل المنزل حول مغادرة لبنان في تلك الظروف، ويعرض الأب والأم وجهات نظرهم المتضاربة حول البقاء أو السفر.
وبيار موزانار هو مخرج لبناني تعاون مع أسماء بارزة في صناعة السينما من بينهم نادين لبكي وغابرييل بارد، ومن أبرز أفلامه ليالي عربية، وكاميرا، ويعمل حاليا على فيلمه التسجيلي الطويل قتل بيتر بان.
*سكون
بعيدا عن الحرب والقتل والموت، يغرد فيلم سكون عن أمر آخر، وهي قضية نسوية من الدرجة الأولى، حيث يركز على التحرش بالأطفال من خلال معالجة فيلمية قصيرة.
ويتتبع الفيلم قصة هند، لاعبة كاراتيه شابة تعاني من إعاقة سمعية، وتواجه تحولًا جذريًا بعد حادث صادم في مركز التدريب، حيث تتعرض للتحرش على يد مدربها، ويرصد الفيلم حالة الفتاة بعد الحادث وما تعانيه وموقف الأم التي تحاول التعرف على سبب غضب ابنتها، والفيلم من إخراج دينا ناصر، ومدته 19 دقيقة تقريبا.
ودينا ناصر هي مخرجة ومنتجة أردنية فلسطينية، حاصلة على منحة دوك نومادز للحصول على درجة الماجستير في صناعة الأفلام الوثائقية، بدأت فيلمها الوثائقي الأول أرواح صغيرة عام 2012، الذي يركز على حياة الأطفال في مخيم الزعتري للاجئين.
*يوم استقلالي
بطلة الفيلم أيضا في هذا الفيلم طفلة، تدعى مانويلا، تحلم بالفوز في مسابقة أفضل زي فلكلوري في الوقت نفسه يخاطر شقيقها غابو بالخروج للاحتجاج في الشوارع من أجل الاستفتاء الذي يضع حدا للدكتاتور التشيلي بينوشيه.
وتقع أحداث الفيلم في 19 دقيقة، وهو من إخراج كوستانزا ماجلوف، مخرجة وكاتبة سيناريو تتمتع بخبرة 15 عامًا في مجال السينما.
الخروج عبر عش الوقواق
هو فيلم صيربي مدته 19 دقيقة، يروي قصة شاب يجد نفسه في خضم حرب لا يؤمن بها حيث يواجه أفكاره الداخلية بين الواجب العسكري وإنسانيته، ويتخذ ثرار برفض القتل، مما يدفعه إلى ادعاء الجنون حتى يتخلص من التقييد العسكري، والفيلم من إخراج نيكولا إيليتش، مخرج ومدير تصوير صربي يدرس ويعيش في سويسرا، فاز مرتين بجائزة زيورخ للأفلام.