استقالت مسئولة كبيرة بوزارة الخارجية الأمريكية، هذا الأسبوع، بسبب انتقادها لتقرير حكومي نُشر مؤخرا، خلص إلى أن إسرائيل «لا تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، حسبما قال مسئولان لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. وقدمت ستيسي غيلبرت، استقالتها من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث كانت تعمل في مكتب السكان واللاجئين والهجرة، كما شاركت مؤخرا في مناقشات الإدارة الأمريكية بشأن سلوك إسرائيل في غزة، وفقما نقلته فضائية «الحرة» عن الصحيفة. وتحدثت «واشنطن بوست» مع مسئولين، اطلعوا على البريد الإلكتروني الذي أرسلته غيلبرت للموظفين، الثلاثاء، تشرح فيه وجهة نظرها بأن وزارة الخارجية «كانت مخطئة في استنتاجها أن إسرائيل لم تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة». وقالت غيلبرت في رسالتها الإلكترونية، إن «إسرائيل تعرقل وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، حيث استمر تقلص تدفقها في الأسابيع التي تلت صدور التقرير، فيما لم يجد التقرير أسبابا كافية لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل». وخلال مايو الجاري، استعرض تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية قدمته إلى الكونجرس، مدى التزام إسرائيل بمذكرة الأمن القومي فيما يتعلق باستخدامها الأسلحة الأمريكية بشكل يتوافق مع القانون الإنساني الدولي والقوانين الأميركية. وخلص التقرير إلى أنه «ليس لدى الولاياتالمتحدة معلومات كاملة للتحقق مما إذا كانت المعدات الدفاعية الأميركية NSM-20 قد استخدمت على وجه التحديد في الأفعال التي يُزعم أنها انتهاكات للقانون الدولي الإنساني أو حقوق الإنسان الدولي». كما جاء في التقرير أن «تقييم الحكومة الأميركية حاليا، هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تمنع أو تضع قيودا على نقل وتسليم المساعدات الإنسانية بشكل مخالف لقانون المساعدات الخارجية، وأن التقييم متواصل وستتابع الولاياتالمتحدة مراقبة الوضع والرد على أي تحديات تواجه إيصال المساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة من الآن فصاعدا». وتعليقا على الاستقالة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية للصحيفة: «لقد أوضحنا أننا نرحب بوجهات النظر المتنوعة، ونعتقد أن ذلك يجعلنا أقوى». فيما لم تستجب غيلبرت لطلب التعليق. وقال مسئول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، للصحيفة، إن الوزارة «ستواصل البحث عن مجموعة واسعة من وجهات النظر لصالح عملية صنع السياسات». وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية: «إننا نواصل الضغط على حكومة إسرائيل لتجنب إيذاء المدنيين وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وداخلها بشكل عاجل. ويشمل ذلك تسهيل تقديم المساعدة المنقذة للحياة، والسماح بدخول الوقود، وضمان حرية الحركة الآمنة للعاملين في المجال الإنساني». ومنذ بداية الحرب في غزة، استقال عدد من مسئولي الإدارة الأمريكية، من بينهم مدير الشئون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، جوش بول، وأنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، والمتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية، هالة غريط. كما يعرب كثيرون من الموظفين، وفق الصحيفة، عن «عدم رضاهم عن سياسة الإدارة، من خلال إرسال البرقيات عبر قناة المعارضة الداخلية، وهي عملية تهدف إلى السماح للدبلوماسيين بالتعبير عن الخلاف دون خوف من الانتقام».