علقت تسع دول تمويل الأونروا "وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل لاجئين فلسطين في الشرق الأدنى" عقب مزاعم عن مشاركة عدد من موظفيها في عملية طوفان الأقصىى، التي نفذتها حركة حماس، ضد المستوطنات الإسرائيلية على غلاف قطاع غزة 7 أكتوبر الماضي. وأعلنت ألمانيا التي تقدم دعما لإسرائيل السبت الماضي، تعليق تمويل الأونروا، وقالت وزارة خارجيتها في بيان إنه طالما لم يتم توضيح الاتهام فإن ألمانيا بالاتفاق مع دول مانحة أخرى ستمتنع في الوقت الحالي عن الموافقة على تقديم المزيد من الموارد للوكالة. وقبل التحقيق في المزاعم أو وجود أدلة ملموسة، انضمت دول كبرى لجانب ألمانيا، وعلقت تمويلها للوكالة مثل أمريكا وأستراليا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا وهولندا وأستراليا. * كيف تُموَل الأونروا بحسب الموقع الرسمي لوكالة الاونروا؛ فإنها تحصل على دعم سخي من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بما في ذلك الحكومات الإقليمية والاتحاد الأوروبي. وتمثل هذه المصادر أكثر من 93,28% من التبرعات المالية للوكالة. كما تقوم وكالات الأممالمتحدة المماثلة بتشارك المهارات والخبرات مع الوكالة، بالإضافة إلى المشاريع التي يستفيد منها لاجئو فلسطين في المجالات الأخرى متعددة القطاعات، بما يعطيها دورا هاما لجعل منظومة الأممالمتحدة في المنطقة أكثر تماسكا وفعالية. في عام 2018 حصلت الوكالة، على قيمة مالية عالية تقدر بحوالي 65,45 مليون دولار كدعم للفلسطينيين. كما تدخل الأونروا أيضا في شراكات مع المؤسسات والشركات التجارية، والتي تتراوح ما بين شركات تقنية محلية صغيرة وشركات كبرى متعددة الجنسيات؛ للحصول على أفضل ما يمكن من خبرات وضمان تحقيق المنفعة المشتركة. تعمل الأونروا بشكل وثيق مع منظمات المجتمع المحلي الصغيرة ومع المنظمات الدولية غير الحكومية، وتعتمد على مواردها الفريدة وقوتها لتقديم خدمات فاعلة للاجئي فلسطين. وخلال حالات الطوارئ على وجه التحديد، يكون للأفراد دور ثمين في الاستجابة لاحتياجات لاجئي فلسطين. وقد تبرع الأفراد في القطاع الخاص بمبلغ 2,98 مليون دولار في 2018. * الموازنة الرئيسة للبرامج تذهب كافة التبرعات لموازنة الأونروا البرامجية مباشرة لخدمة لاجئي فلسطين، الذين أُوكل للوكالة مهمة حمايتهم ومساعدتهم. تلتزم الأونروا الشفافية والمسألة وهي موكلة من قبل الجمعية العامة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) بالاستجابة لاحتياجات أكثر من 5 ملايين لاجئ في أقاليم عملياتها ال5 إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية اللاجئين. وتقدم الأونروا الخدمات الأساسية في مجالات التعليم والصحة والحماية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والتمويل الصغير وتحسين المخيمات بمساعدة أكثر من 28,000 موظف محلي من الفلسطينيين أنفسهم. وتتألف موازنة الأونروا البرامجية للوكالة (الموازنة العامة)، التي أقرتها الجمعية العامة لعامي 2016-2017، من التكاليف المتكررة للموظفين وغير الموظفين. * مزاعم إسرائيلية تهدد استمرار الأونروا.. والحرب تحصد 26 ألف شهيد يأتي ذلك في الوقت الذي حثّ فيه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، المزيد من الدول على تعليق التمويل، قائلا: إن الأونروا يجب استبدالها بمجرد انتهاء القتال في القطاع، متهما الوكالة بأن لها صلات مع مسلحين في غزة. ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من كوارث انسانية وسط الصقيع والمجاعات والتشرد واستمرار القصف مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها الرابع، وسقوط أكثر من 26 ألف شهيد. وتم تفويض الأونروا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لخدمة "لاجئي فلسطين"، وتقدم خدمات تعليمية وصحية ومساعدات للفلسطينيينبغزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان، وتساعد نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وللاونروا دورا محوريا في تقديم المساعدات خلال الحرب الجارية على القطاع، حيث استفاد مليون و900 ألف لاجئ من خدماتها الصحية، وتساعد 438 ألف لاجئ متأثرا بالنزاع في سوريا، و5 مليون و900 الف لاجئ من المشمولين بولاية الحماية. * رد الأونروا والخارجية الفلسطينية انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية، قطع المعونات ووصفتها بأنها حملة إسرائيلية على الأونروا، في الوقت الذي نددت فيه حركة حماس بإنهاء الدول الكبرى عقود موظفيها بالأونروا استنادا على معلومات مستمدة من العدو الصهيوني. من جهتها أعلنت الأونروا، إنهاء عقود عدد لم تحدده من موظفيها، يوم الجمعة، ووعدت بإجراء تحقيق شامل في هذه المزاعم. ووصف المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، قرار عدد من الدول بتعليق تمويل الوكالة بأنه صادم داعيا للعدول عن القرار. وقال لازاريني في بيان: "هذه القرارات تهدد العمل الإنساني الجاري حاليا في المنطقة خاصة في غزة". وأضاف: "أمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة".