عبّر البيت الأبيض مؤخرا عن أمله في إحراز تقدم في محادثات إفراج حركة حماس عن المحتجزين، مقابل وقف مطول لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة تأمل في أن يؤدي اتفاق جديد بشأن الرهائن بين إسرائيل وحماس إلى توفير مساحة للمحادثات لتحقيق اتفاق سلام إقليمي أكثر استدامة، مما يقدم رؤية طويلة الأجل لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث يتردد مفاوضوها على المنطقة بحثا عن انفراجة. ويقول المحلل السياسي الأمريكي أيان مارلو، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج إنه من المقرر أن يشارك مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، الذي ساعد في صياغة اتفاق سابق لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في قطاع غزة، في محادثات جديدة بشأن اتفاق الرهائن في الأيام القادمة. ويأتي ذلك عقب جهود منسق الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكجورك، لتأمين إطلاق سراح كل الرهائن الباقين تقريبا الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف لإطلاق النار يمكن أن يستمر لمدة شهرين على الأقل. ونقلت بلومبرج عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد تحدث مؤخرا مع ماكجورك وبيرنز بشأن المحادثات. وستكون النتيجة المثالية هي أن يفتح وقف إطلاق النار مساحة للمحادثات حول القضايا التي أثارها بلينكن خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل محادثات تطبيع بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، بالإضافة إلى خطة متعددة الجنسيات لإعادة الإعمار في غزة بعد انتهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وقدم المفاوضون بين إسرائيل وحماس اقتراحا مفصلا للجانبين لوقف دائم لإطلاق النار، وفقا لما نقلته بلومبرج عن شخصين مطلعين على المحادثات، على الرغم من أنه لا تزال هناك العديد من العقبات. وتم إرسال الاقتراح إلى حماس وإسرائيل عبر قطر، التي تتوسط بين الجانبين بدعم من الولاياتالمتحدة. وأشار مارلو إلى أن البيت الأبيض سلط الضوء على الشروط العامة للاتفاق في بيان يلخص محادثة الرئيس جو بايدن يوم الجمعة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، قائلا إنهما "أكدا أنه يجب بذل كل الجهود الآن لإبرام صفقة من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن جنبا إلى جنب مع هدنة إنسانية طويلة في القتال ". كما تحدث بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ورفض مسؤولون أمريكيون تقديم تفاصيل علنية عن المحادثات. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يوم الجمعة إن ماكجورك سيعود من المنطقة بعد "مجموعة جيدة من المناقشات" مع نظرائه الإقليميين. وقال كيربي: "نواصل بذل كل ما في وسعنا لتسهيل صفقة رهائن أخرى. ويجب ألا نتوقع أي تطورات وشيكة". وفي السياق نفسه ذكرت قناة "الجزيرة" القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيتوجه إلى واشنطن ضمن جولة لبحث اتفاق جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وأضافت القناة نقلا عن صحيفة "المونيتور" الأمريكية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري سيلتقي مع كبار أعضاء الإدارة الأمريكية وكبار المشرعين. وتأتي زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى واشنطن بعد زيارة مرتقبة إلى العاصمة الفرنسية باريس ينضم خلالها إلى محادثات بمشاركة الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، وسط تسريبات تشير إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل. ووراء المحادثات شعور متزايد بالقلق داخل الإدارة بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يرفض إصرار الولاياتالمتحدة وحلفائها على حصول الفلسطينيين على دولتهم الخاصة. وأثار نتنياهو غضب قطر أيضا بعد أن بث التلفزيون الإسرائيلي مقطعا صوتيا جاء فيه إنه يقول إن دور قطر في محادثات احتجاز الرهائن يمثل مشكلة بسبب علاقاتها بحماس. وقد استنكرت قطر بشدة تلك اتصريحات المنسوبة لنتنياهو . وأجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مناقشات مع مسؤولين إسرائيليين حول موقف نتنياهو، وليس من الواضح إلى متى ستتمكن الولاياتالمتحدة من منحه دعما كاملا، وفقا لما نقلته بلومبرج عن شخصين مطلعين على الوضع. وتدعو الخطة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي أسفر أيضا عن مقتل 1200 شخص، ونقل رفات أي رهائن قتلى. وتهدف هذه الخطوة إلى إنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وحولت الكثير من غزة إلى أنقاض. وفي الوقت الذي يضغط فيه كبار المسؤولين الأمريكيين من أجل إبرام صفقة رهائن ووقف الحرب في غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن النتيجة الوحيدة المقبولة هي القضاء على حركة حماس وأي تهديد قد تشكله على إسرائيل. وحمل نتنياهو في مؤتمر صحفي مسائي نسخة باللغة العربية من كتاب أدولف هتلر "كفاحي" وقال إن الجنود الإسرائيليين عثروا عليها إلى جانب دعاية نازية ودعاية أخرى بمنازل في غزة، وفقا لوكالة بلومبرج للأنباء. وأضاف: "إذا لم نقض على إرهابيي حماس، هؤلاء النازيين الجدد، فإن المذبحة القادمة لن تكون سوى مسألة وقت".