رفضت أغلبية كبيرة من المشرعين، مساء اليوم الأربعاء، مشروع قرار تقدمت به المعارضة المحافظة الألمانية في البرلمان يدعو الحكومة لإرسال صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز توروس إلي أوكرانيا. وعارض مشروع القرار تقريبا جميع المشرعين من الإئتلاف الحاكم المكون من ثلاثة أحزاب هم الحزب الإشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس وحزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد لرجال الأعمال. وربما تبدو النتيجة في البرلمان محيرة بعض الشيء، خاصة أن حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر كانا يضغطان على شولتس منذ أشهر لإرسال الصواريخ، والتي يمكن أن تستخدمها كييف لتوجيه ضربات لمدى أعمق في الأراضي التي تحتلها روسيا. وبرر المشرعون من حزبي الخضر والديمقراطي الحر تصويتهم بدعوى أن مشروع القرار الذي قدمه الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري قد تم ربطه بمناقشة عامة حول التقرير السنوي للمفوض البرلماني للقوات المسلحة. ووجهت خبيرة الدفاع في الحزب الديمقراطي الحر ماري – اجنيس ستراك زيمرمان في بيان مكتوب حصلت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) انتقادا لموقف الحزب قائلة: "من غير اللائق تماما خلط تقرير للمفوض البرلماني للقوات المسلحة، والذي يجرى مناقشته اليوم ويتعلق حصريا بمشاغل جنود الجيش الألماني، بالنقاش المتعلق بدعم أوكرانيا في المستقبل." والجدير بالذكر أن صاروخ توروس يعد أحدث الصواريخ في الجيش الألماني ويمكنه تدمير أهداف مثل مبنى محصن حتى من ارتفاع ومسافة بعيدين للغاية. وعلى أية حال، قرر شولتس، في بداية أكتوبر عدم توريد هذا الصاروخ لأوكرانيا في الوقت الحالي. وكان السبب الذي قدمه هو الخشية من احتمال أن تتعرض الأراضي الروسية للقصف أيضا ، حيث يصل مدى الصاروخ إلي 500 كيلومتر. وكررت ستراك زيمرمان مطلبها بتسليم شحنات توروس لأوكرانيا على الرغم من رفض مشروع القرار، قائلة إن صواريخ توروس ستوفر "مساهمة جوهرية في استعادة سلامة أراضي أوكرانيا بشكل كامل".