تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في مستهل تعاملات اليوم الاثنين، مع تراجع أسعار الأسهم، في الوقت الذي أجلت فيه إسرائيل غزوها البري لقطاع غزة في ظل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الأجانب لدى حركة حماس الفلسطينية في غزة، إلى جانب دعوة قادة الاتحاد الأوروبي إلى هدنة إنسانية في القطاع. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بلغ حوالي 87 دولارا للبرميل بعد أسبوعين من الارتفاع المطرد. يأتي ذلك في حين يبدو أن إسرائيل قررت تأجيل غزوها البري المتوقع على نطاق واسع لقطاع غزة، بهدف اتاحة الوقت للجهود الدبلوماسية الرامية إلى الإفراج عن المدنيين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، في الوقت نفسه دعا عدد من قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى "هدنة إنسانية" لتوزيع المساعدات في قطاع غزة. وقال دينس كيسلر كبير نواب رئيس بي.أو.كيه فاينانشال سيكيوريتيز لشؤون التداول إنه في حين تراجعت حدة توترات الغزو البري، مازال تجار النفط الخام قلقين للغاية"، ففي حين مازال إنتاج النفط مستقرا في الشرق الأوسط، فإن الأسواق تشهد حاليا "عملية توازن عصبية". يأتي ذلك في حين حذرت إسرائيل من أن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران يجر لبنان إلى حرب مع إسرائيل، مع استمرار القصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة. وأجلت إسرائيل أكثر من 60 ألف شخص من البلدات المجاورة للحدود اللبنانية تحسبا لتزايد الاشتباكات مع حزب الله عبر الحدود. يذكر أن خام برنت ارتفع بنسبة 8% تقريبا منذ بدء هجوم المسلحين الفلسطينيين على المستوطنات الإسرائيلية في منطقة غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط ليشمل دولا أخرى مثل لبنانوإيران وربما الولاياتالمتحدة. وتنتج دول الشرق الأوسط حوالي ثلث إجمالي إمدادات النفط في السوق العالمية، في حين تخشى الأسواق من أن تعرقل إيران حركة ناقلات النفط في الخليج العربي إذا شددت واشنطن تطبيق العقوبات المفروضة على النفط الإيراني. وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7ر0% إلى 47ر87 دولارا للبرميل تسليم نوفمبر المقبل، في حين تراجع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي بنسبة 5ر0% إلى 66ر91 دولارا للبرميل تسليم ديسمبر المقبل.
