تتواصل الاشتباكات والمواجهات العسكرية العنيفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي مئات الغارات على مؤسسات، ومبانِ ومقار مختلفة في حي الرمال غرب مدينة غزة، وألحقت دمارا كبيرا بها. فيما هددت حركة حماس بإعدام الرهائن والأسرى لديها حال استمرار القصف على سكان قطاع غزة، وفقا لما أعلنه أبو عبيدة، الناطق باسم الجناح العسكري لحركة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب قررت مواصلة الهجوم على غزة ولو كلف ذلك حياة الأسرى الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، إلا إذا توفرت معلومات مؤكدة حول مكانهم. ويعيد القرار الإسرائيلي مصطلح "بروتوكول هانيبال"، والذي يعد خيارا بالغ الخطورة لدى الجيش الإسرائيلي، بما يترتب عليه من نتائج تصل للتضحية بأرواح جنوده مقابل تجنب الدخول في مفاوضات قد ينتج عنها تنازلات، ونستعرض في التقرير التالي معلومات تاريخية حول ذلك البروتوكول المثير للجدل: - البداية.. حرب لبنان وحزب الله ويعرّف بروتوكول هانيبال بأنه إجراء يستخدمه جيش الاحتلال لمنع أسر جنوده من قبل المقاومة الفلسطينية أو أي جهة أخرى، وجرى تغييره عدة مرات، وفي وقت من الأوقات، كانت الصيغة هي أن عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بها. وكانت خلفية صياغة ذلك البروتوكول والاستراتيجية، هي أسر جنديين إسرائيليين خلال كمين نصبه حزب الله في جنوبلبنان أثناء مواجهات جرت في يونيو 1986، ويفترض أن الجنديين لقيا حتفهما أثناء الهجوم، وأعيدت جثتيهما إلى إسرائيل في تبادل مع حزب الله في عام 1996، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية. ونقل التقرير حديث لأحد الضباط القائمين على تنفيذ البروتوكول، بقوله: "لن أسقط قنبلة تزن طناً واحداً على السيارة، لكنني سأضربها بقذيفة دبابة.. أنا شخصياً أفضل أن يُطلق عليّ الرصاص بدلاً من الوقوع في أسر حزب الله". - مزارع شبعا.. الاحتلال يقتل جنوده وأشار تقرير آخر للصحيفة الإسرائيلية إلى أمثلة تم خلالها تفعيل "بروتوكل هانيبال"، وكان ذلك في شهر أكتوبر عام 2000، حينما أسر حزب الله 3 جنود إسرائيليين في منطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل. وذكرت تفاصيل عملية الأسر، حيث تعرضت دورية حدودية إسرائيلية إلى هجوم من قبل فرقة من حزب الله بالصواريخ ونيران الأسلحة الآلية. وحينما تم اكتشاف عملية الاختطاف أمرت القيادة الشمالية ب"وضع حنبعل"، وأطلقت المروحيات الهجومية الإسرائيلية النار باتجاه 26 مركبة كانت تتحرك في المنطقة، ولم يُعرف عدد الضحايا الذين سقطوا جراء هذه الهجمات، سواء كانوا مدنيين أو من حزب الله أو من الأسرى الإسرائيليين، الذين قُتلوا بنيران جنود الاحتلال. - جدل.. معضلة الضمير والأخلاق ولم يسرِ ذلك البروتوكول في العرف العسكري الإسرائيلي على نحو من القبول العام، بل واجه عدة اعتراضات من قبل أفراد الجيش الإسرائيلي، حيث أشار تقرير "هآرتس" إلى عدة حالات رفض فيها جنود أو ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي الامتثال لهذه التوجيهات أو طلب منهم رفضها لأسباب قانونية أو أخلاقية. ومثالا على تلك الحالة، كان الدكتور أفنير شيفتان، وهو طبيب عسكري برتبة رائد، صادف توجيهات هانيبال أثناء وجوده في الخدمة الاحتياطية في لبنان في عام 1999، وتلقى خلال سنوات خدمته أوامر بقتل أي جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي، إذا تطلبت الأمور ذلك في مقابل ألا يجده أسيرا لدى حزب الله، ما اعتبره صدمة كبيرة.