كبار السن الكوريون في لوس أنجلوس يعانون من عدم توافر المقاعد في محطات توقف الحافلات

بعد ظهر يوم حار في أغسطس، اضطر تيدي هوانج للوقوف وراء عامود للنور من أجل أن يحصل على قليل من الظل أثناء انتظاره حافلة في منطقة كوريا تاون بمدينة لوس انجليس الأمريكية.
ويعاني هوانج 71 عاما من ضعف الابصار، كما أنه نادرا ما يقود سيارة. ويعتمد هوانج على وسائل النقل العامة للوصول لمتاجر البقالة الكورية والأصدقاء ومقر عمله بدوام جزئي كحارس أمن.
وذكرت صحيفة لوس انجليس أن جوانج، الذي كان متوجها إلى منزله بعد زيارة صديق، قال إنه كان "يقترب من الجنون" بسبب درجة الحرارة التي بلغت 90 درجة فيرنهايت والانتظار لفترة طويلة.
قال هوانج، الذي يعيش في منطقة كوريا تاون ، وكان قد هاجر إلى الولايات المتحدة منذ عقود" إنني محبط للغاية". وأضاف" ليس لدي ما أفعله سوى الانتظار".
قد تأخرت حافلة هوانج 20 دقيقة.
بالنسبة للكثير من المهاجرين الكوريين كبار السن، تمثل الحافلات شريان حياة. البعض يعيشون في ضواحي ويقومون برحلات طويلة تتضمن ركوب عدة وسائل نقل لحضور حصص في مراكز لكبار السن ولقاء الاصدقاء أو التسوق في كوريا تاون. ويعتمد آخرون على الحافلات للتحرك في أنحاء المنطقة المكتظة بالسكان، حيث اختفى حاجز اللغة، ويمكنهم العثور على طعام كوري يشتهونه.
والأمر لا يتعلق فقط بعدم انتظام مواعيد الحافلات وعدم إمكانية الوثوق فيها، ولكن أيضا معظم مواقف الحافلات في كوريا تاون، وفي أنحاء لوس انجليس ليس بها مقاعد أو ما يمكن أن يحمي من الشمس.
ويبدو أن الطقس الحار الجاف في لوس انجليس لا يعادل شيئا بالمقارنة بالرطوبة في سول. ولكن يبدو أن الطقس يزداد حرارة سنويا. وبالنسبة لشخص طاعن في السن يقف على رصيف خرساني، فإن شمس الصيف تصبح سريعا أكثر إنهاكا.
ويقول كوانيل بارك، المدير التنفيذي في مركز كوريا تاون لكبار السن" في سول، كل محطة لتوقف الحافلات بها مظلة . وأضاف" نحن في حاجة لمظلات ومقاعد. كل مكان في سول يحظى بذلك".
وأضاف بارك أنه في بعض الأحيان، يصل مواطنون كبار السن المركز وكأنهم على وشك الإغماء.
وذكرت صحيقة لوس انجليس أن نحو 100 من كبار السن الكوريين اجتمعوا في أغسطس الماضي في غرفة الاجتماعات الرئيسية بالمركز، وعبروا عن احباطاتهم للمسؤولين من هيئة النقل في مقاطعة لوس انجليس.
وكان كبار السن قد كتبوا للمسؤولين، مطالبين هيئة النقل في لوس النجيس بتعزيز خدمة الحافلات في منطقة أولمبيك بوليفارد، وحل مشكلة طول فترات الانتظار بالنسبة لكبار السن في محطات الحافلات" في الشمس الحارقة".
وبعد ذلك وافق مسؤولو الهيئة على عقد اللقاء في مركز كبار السن.
وبعد نحو شهر، وافق مجلس المدينة على عقد يتيح لشركة أن تقوم بنشر إعلانات على المئات من مظلات محطات توقف الحافلات مقابل تركيب وصيانة 3000 من هذه المظلات.
ولكن لم يتم بعد تشييد المظلات والمقاعد، كما أن المسائل البيروقراطية أرجأت التمويل . وقالت إدارة الأشغال العامة في المدينة في بيان مكتوب إنها تتوقع تركيب أول مجموعة من المظلات والمقاعد مطلع 2024.
ويقوم المهاجرون الكوريون، نحو ألف أسبوعيا، برحلة إلى مركز كبار السن في أوليمبيك بوليفارد ومنطقة نورماندي لحضور حصص ما بين فصول لقص وتشكيل الورق إلى كيفية استخدام الهواتف الذكية لإرسال رسائل نصية لأحفادهم ومشاهدة المسلسلات الكورية.
وهناك طلب متزايد على الانضمام إلى هذه الفصول لدرجة أن الأشخاص يصطفون في الفجر للتسجيل . ويعد المركز مكانا نادرا للاجتماع في منطقة تفتقر للمتنزهات لدرجة أن أحد محال ماكدونالدز ظل لفترة طويلة مكانا لتجمع كبار السن.
وتواجدت جون جا كيم مؤخرا في المركز لحضور درس لمدة 30 دقيقة لتعلم كيفية استخدام هاتفها الجديد من طراز سامسونج جالاكسي، وكيفية استعادة جهات اتصالها المفقودة وإجراء محادثة مرئية مع أصدقائها وأحفادها.
وتستقل كيم من منزلها ثلاث حافلات للوصول للمركز، وذلك لمدة ساعة ونصف. وكانت كيم قد شعرت بالتعب منذ بضعة أعوام عقب أن انتظرت لمدة ساعة ونصف في الشمس بدون ظل انتظارا لحافلة.
وقالت كيم 78 عاما، التي هاجرت إلى الولايات المتحدة خلال عام 1986 وكانت تدير متجرا للملابس قبل أن تقرر البقاء في المنزل وتربية أطفالها" اضطررت للمكوث في السرير لأيام".
ويتطوع جريج تشوي في قسم الاستقبال بالمركز لقياس درجة حرارة المرتادين وفحصهم قبل حضورهم الدروس. كما أنه يقوم بحضور دروس لتعلم التعامل مع الهواتف المحمولة واللغة الانجليزية، وغالبا ما يلتقى بأصدقائه في المركز.
وقال " هذا المكان يمنحني النشاط".
ويأتي تشوي 77 عاما الذي يعيش في مبنى في إيست هوليوود على بعد 20 دقيقة إلى الشمال، مرتين في الاسبوع منذ عقد. ويمثل انتظار الحافلة عبئا عليه.
ويقع منزل جيسي كيم صن على بعد خمس دقائق من كوريا تاون. وبالنسبة لعمره، هذه مسافة طويلة لا يمكن سيرها، كما أنه توقف مؤخرا عن القيادة، ويقول إن الرحلة بالحافلة تستفرق وقتا أطول في الغالب.
وقد تخلى صن 78 عاما، الذي جاء للولايات المتحدة من كوريا منذ 40 عاما، عن هواية مشاهدة الأفلام الكورية في مجمع سكني، لأنه في بعض الاحيان يستغرق ساعتين للوصول إليه والعودة منه.
ويعيش صن بمفرده، ولم يتوصل بعد لطريقة لتمضية الوقت.
وقال" لقد فقدت تدفق حياتي".