قال الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة، إنه التقى الشاعر نزار قباني للمرة الأولى في لندن عام 1998، مشيرًا إلى أنه كان في زيارة لمجلة الحوادث اللبنانية، وانتقل إلى لندن بسبب الحرب الأهلية. وأضاف «حمودة» خلال تقديمه لبرنامجه «واجه الحقيقة» والمذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، مساء السبت، أنه وجد نزار يجري حوارا صحفيا أسعده المشاركة فيه، معقبًا: «أسعدني أكثر فنجان القهوة الذي تناولته معه بعد الحوار في أحد فنادق لندن». وأوضح أنه في عام 1994 كان مسؤولا عن تحرير «روزاليوسف»، حين نشرت لنزار إحدى قصائده الممنوعة، ثم وجد من الشاعر رسالة على الفاكس يشكره فيها على احتضانه لقصيدته. ونقل ما كتبه «قباني» في رسالة الشكر، حيث قال فيها: «لم يفاجئني موقفكم الطليعي الكبير والشجاع، فهذا جزء من تراث روز اليوسف ومن تاريخها العريق، إلي جانب الفكر الحر والكلمات التي لا تساوم». وتابع: «من يومها لم أتردد في الاتصال به كلما كنت في لندن، وكنت استقبله كلما جاء إلى القاهرة، توطدت صداقتنا إلى حد جعله يكشف لي عن الكثير من أسرار حياته التي لم يبح بها من قبل، وكشف لي عن أسرار دفاعه عن المرأة وحبه لها». وذكر أن «قباني» تحول من شاعر رومانسي إلى سياسي، بعدما أطلق قصيدته عقب هزيمة يونيو 1967 قائلا فيها: «عندما سقطت صخرة الهزيمة فوق رؤوسنا في يونيو 1967 بحثنا عن حائط مبكي لقي عليه بأحزاننا، ووجدنا ما نخرج به البخار المكتوم من صدورنا في قصيدة». ونوه أن تلك القصيدة جرى نسخها وتوزيعها سرا، واستطرد: «حفظنا إذا خسرنا الحرب لا غرابة لإننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة». وأوضح أن تلك القصيدة حولت نزار قباني إلى شاعر سياسي، كما وجرى القبض على الطلبة الذين كتبوا القصيدة في دفاتر المحاضرات ولم يفرج عنهم إلا بعد أسابيع، وبسبب تلك القصيدة أيضا مُنعت أغاني نزار قباني في الإذاعة المصرية، حتى بدأت قصة غامضة بين الشاعر والرئيس جمال عبد الناصر.