كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تغريدة صدامية كتبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هاجم فيها قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن البطء الشديد في ضم بلاده إلى الحلف عكرت صفو البيت الأبيض، لدرجة أن مسئولين أمريكيين فكروا في صيغة مخففة للبيان بخصوص "دعوة" كييف للانضمام. وبحسب "واشنطن بوست"، وافقت الولاياتالمتحدة وحلفاءها في النهاية على المحافظة على صيغة البيان الصادر، يوم الثلاثاء، في قمة الناتو بعاصمة ليتوانيا، فيلنيوس. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى افتقار البيان، إلى جدول زمني لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، لكنه كان نتاج جهود شاقة لتحريك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة أوروبيين آخرين لمنح عروض محددة إلى كييف في خضم الحرب الروسية المستمرة. وبحسب "واشنطن بوست"، توضح الحادثة الإحباط داخل الناتو من تكتيكات الضغط التي يمارسها زيلينسكي، حيث تساءل حتى بعض أقوى داعميه هذا الأسبوع عما إذا كان يخدم مصالح أوكرانيا بغضبه. ونددت رسالة زيلينسكي، التي أطلقها بينما كان قادة الناتو مجتمعين في القمة التي استمرت على مدار يومين بما كان آنذاك مسودة لصيغة (البيان الختامي) حول العضوية بوصفها "غير مسبوقة وسخيفة". وقال مسئول مطلع على الوضع، طلب عدم كشف هويته، إن توبيخ الرئيس الأوكراني للحلف أذهل أولئك المجتمعين في القمة، الأمر الذي ترك الوفد الأمريكي "غاضبا". وأوضح مسئولون أوروبيون أن نظرائهم الأمريكيين أثاروا إمكانية إعادة النظر أو شطب الفقرة التي اعترض عليها زيلينسكي بشدة والتي تنص على: "سنكون في وضع يسمح لنا بتقديم دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى التحالف عندما يتفق الحلفاء وتتم تلبية الشروط". وبالرغم من أن واشنطن أعطت كييف مساعدات عسكرية وأشكال أخرى للدعم بقيمة مليارات الدولارات منذ بداية الحرب العام الماضي، فضل الرئيس بايدن نهجا حذرا، خوفا من أن فعل الكثير بسرعة قد يخاطر بتصعيد الأزمة وجر الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا. وخلال قمة في بوخارست في رومانيا عام 2008، عرض على أوكرانيا وجورجيا عضوية نهائية في الناتو، بشرط استيفاء عدد من المتطلبات أولا. ويشكو الأوكرانيون أنه بعد 15 عاما على ذلك، لايزال يواجهون مجموعة من مطالب الإصلاح، كثير منها غير محدد. وأقر مسئول أمريكي مطلع على المحادثات أنه تم النظر في إجراء تنقيحات للبيان، قائلا إن إدارة بايدن كانت حساسة لمخاوف زيلينسكي، وأملت في أنهم قد يعالجونها بطريقة ما. ومع ذلك، قال ثلاثة من صناع السياسات إنهم يتصورون أن الولاياتالمتحدة كانت تستعد لتخفيف لغة البيان لجعلها أقل ترحيبًا بالانضمام الأوكراني السريع إلى التحالف. وأضاف أحد صناع السياسات ودبلوماسي من الناتو: "أراد البعض سحب الإشارة إلى (دعوة)" أو إيجاد مكان آخر لوضع تلك الكلمة. وقال دبلوماسي آخر بالناتو إنه على الرغم من أن "عدة أشخاص" دعموا حذف الصياغة التي أزعجت زيلينسكي، "لم يرد الوفد الأمريكي تحديدا إخراج هذا الوعد" من البيان. وكان هناك إجماع على أن إعادة صياغة البيان سيؤخر إصداره، و"في النهاية، توصل أولئك الأكثر قلقًا بشأن رد الفعل الأوكراني إلى استنتاج أنه سيكون من الأفضل التمسك بالنص" كما تمت صياغته. وقال صناع سياسات إنه بحلول الوقت الذي ناقش فيه سفراء الناتو رسميا كيفية الرد على تغريدة زيلينسكي، عادت الولاياتالمتحدة للموافقة على الصياغة الأصلية للبيان. ولاحقا، خفف زيلينسكي من نبرته، معربا عن الامتنان خلال الاجتماعات الشخصية في فيلنيوس، وحث على انضمام أوكرانيا السريع إلى الحلف قدر الإمكان.