يبدأ بنك "الزيتونة" الإسلامي في تونس أعماله في مايو المقبل، ليكون أول بنك إسلامي في هذا البلد العربي المعروف بعلمانيته، على أن يعرض خدمات متطابقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية. ويوضح مؤسس البنك وعضو مجلس إدارته فهد صخر الماطري - 29 عاما - وهو صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، أن: "بنك الزيتونة سيكون وطنيا وعصريا ومنفتحا على محيطه العالمي". ونفى رجل الأعمال الشاب أن يكون هذا المشروع "بديلا عن المؤسسات البنكية الأخرى الناشطة في تونس والتي يبلغ عددها نحو ثلاثين بنكا تجاريا". وأضاف: "يسعى البنك إلى دعم المنظومة المصرفية والمالية الوطنية لتوفير حلول بنكية جديدة ومتطورة وتعزيز ومساندة المؤسسات والمستثمرين" مشددا على أن المصرف الجديد "سيساهم في إيجاد حلول مبتكرة تكمل قائمة الخدمات المالية المتوفرة على الساحة بالاعتماد على وسائل ونظم معلوماتية من أفضل ما يوجد في العالم". ومن المتوقع أن يبدأ البنك العمل في مايو المقبل. وتساهم فيه "مجموعة برانسيس غروب" التي يترأسها الماطري ب51 %، بينما يتقاسم بقية الأسهم شركاء محليون. ويبلغ رأس مال البنك 35 مليون دينار (25 مليون دولار) على أن يصل إلى 100 مليون دينار (71 مليون دولار) بداية 2012. وتقوم فكرة البنوك الإسلامية على مبدأ المرابحة بدلا من الفائدة، إضافة إلى أنها لا تستثمر أموالها في أنشطة تجارية محرمة، مثل الخمور والقمار. ويطمح الماطري إلى "بناء ساحة مالية إقليمية في بلده خلال الخماسية القادمة" مؤكدا على أن "النظام المالي الإسلامي بات حديثا متواترا وفي كل الساحات المالية العالمية" لاسيما على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية. وعزا هذا الشاب ذو اللحية الخفيفة الذي يواظب على أداء فريضة الحج ومناسك العمرة اختياره لاسم "الزيتونة" إلى "جامع الزيتونة" المعمور الذي لعب منذ تأسيسه قبل 1300 سنة دورا طلائعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في العالم العربي، فضلا على كون شجرة الزيتون شجرة مباركة ذكرت في القرآن الكريم. وأضاف مسترسلا بحماسة "لقد تشجعت لخوض غمار هذه التجربة إثر النجاح الذي حققته إذاعة الزيتونة التي أصبحت اليوم الأكثر استماعا في تونس وفق ما ذكرت بعض التقارير. وأكد الماطري أن: "البنك استعان بخبرات تونسية في المجالات البنكية والمالية الإسلامية" من بينهم مدير المصرف محفوظ باروني، الذي كان من كبار المسئولين في بيت التمويل السعودي الذي يعد أحد أكبر المجموعات المصرفية الإسلامية في العالم العربي والذي أنشأ له فرعا في تونس قبل 27 عاما. كما تم توظيف نحو 234 شخصا من مختلف الاختصاصات تحتل المرأة نسبة 50 % منهم. ومن المتوقع أن يفتح البنك 21 فرعا في غالبية المدن التونسية قبل نهاية العام الحالي. يذكر أن صخر الماطري سليل أسرة عريقة في عالمي السياسة والمال في تونس. والده العقيد منصف الماطري الذي شارك عام 1962 في محاولة انقلابية حكم عليه أثرها بالإعدام قبل أن يعفو عنه الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس المستقلة بتدخل من زوجته وسيلة بن عمار. ويملك الماطري، الذي يدير عدة شركات في مجال الصناعات الدوائية والعقار والسياحة، 70 % من رأسمال "دار الصباح" أعرق المؤسسات الصحافية الخاصة في تونس. وإلى جانب نفوذه الإعلامي والمالي واصل الماطري صعوده على الساحة التونسية بانتخابه عضوا في مجلس النواب في الانتخابات العامة التي جرت في أكتوبر الماضي، وفاز فيها والد زوجته زين العابدين بن علي بولاية رئاسية خامسة. ويوجد حاليا ما يقارب من 300 بنك ومؤسسة مالية إسلامية في جميع أنحاء العالم، من المتوقع أن ترتفع قيمة أصولها إلى تريليون دولار بداية عام 2013، بحسب تقديرات منظمات مالية دولية.