أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مصادر وصفتها بالمقربة من نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس أنه من المتوقع أن يعلن بنس قريبا عن حملته للترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل، حيث يقدم نفسه بأنه "محافظ كلاسيكي" سيعيد الحزب الجمهوري إلى جذوره ما قبل مرحلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن بنس يعمل على استمالة الإنجيليين، وتبني موقف متشدد دعما للحظر الفيدرالي للإجهاض، وتعزيز التجارة الحرة، والتصدي لجهود الجمهوريين لمراقبة الشركات الكبرى على أسس أيديولوجية. وفي مؤشر على إعلان حملته خلال الأسابيع المقبلة، تم تشكيل إحدى لجان العمل السياسي الموالية لبنس. وسيقودها الجمهوري المخضرم، سكوت ريد، الذي أدار الحملة الرئاسية للمرشح الرئاسي بوب دول عام 1996، وكبير الاستراتيجيين السياسيين لغرفة التجارة الأمريكية لفترة طويلة، ويشاركه القيادة عضو مجلس النواب الأمريكي السابق جيب هينسارلينج، الصديق المقرب من بنس. وسيركز ترشح بنس بشكل كبير على الفوز بالناخبين الإنجيليين، لاسيما في ولاية أيوا، حيث تجهز لجنة العمل السياسي بالفعل لتنظيم فاعليات في جميع المقاطعات ال99. وتعتبر المؤتمرات الحزبية في أيوا أولى سباقات المتنافسين الجمهوريين على الرئاسة مطلع العام المقبل. وخلال مكالمة هاتفية مؤخرا مع الصحفيين، وصف ريد المؤتمرات الحزبية في أيوا ب"الحدث الحاسم" لترشح بنس. ورأت "نيويورك تايمز" أنه إذا كان ترامب يمثل "اليمين الجديد" الشعبوي، فإن بنس يستعد للترشح للرئاسة على غرار الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان. ويراهن فريقه على أن "ائتلاف ريجان" – الذي يتألف من اليمين المسيحي، والمحافظيين ماليا، وصقور الأمن القومي – يمكن أن يعاد تجميعه مجددا داخل الحزب الذي تعرض لتغييرات على يد ترامب. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن بنس يتبنى مواقف مختلفة تماما عن ترامب وحاكم ولاية فلوريدا – الذي من المتوقع أن يعلن ترشحه للرئاسة قريبا – رون ديسانتيس بشأن أهم الأسئلة المتعلقة بالسياسة التي تؤطر سباق الجمهوريين لعام 2024. ومع ذلك، سيجبر الترشح أمام ترامب، بنس على مواجهة التناقضات المتأصلة في دوره كنائب للرئيس السابق حيث ظل مؤيدا له على طول الخط لمدة أربع سنوات خلال الاضطرابات التي شهدتها إدارة ترامب. وقال ريد: "ستعيد الحملة الانتخابية إعادة تقديم مايك بنس إلى البلاد كرجل مستقل" وبحسب "نيويورك تايمز"، يعتقد فريق بنس إن هناك عددا كافيا من الجمهوريين الذين يمكن أن يكسبهم بنس بوصفه رفضه ضغوط ترامب لعدم التصديق على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية عام 2020، بأنه يمثل التزام بالمبادئ الدستورية. ويقول بنس إن الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية يجب أن يتم تقليصهما في إطار خطة جادة للتعامل مع مسألة الدين العام، مشيرا إلى أنه "سيشرح للناس" كيف ستؤثر "أزمة الدين" على مدفوعات التأمين الاجتماعي والرعاية الطبية للمتقاعدين اليوم ومن سيتقاعدوا في ال25 عاما المقبلة. لكنه سيطرح أفكارًا لخفض الإنفاق على الأشخاص دون 40 عامًا. كما يرسم بنس نهجا مناقضا بشأن السياسة الخارجية؛ ففي حين تساءل ترامب وديسانتيس عن جدوى دعم الولاياتالمتحدة لأوكرانيا في قتالها ضد روسيا، ينظر بنس إلى المعركة باعتبارها النسخة الحديثة من الحرب الباردة. وعلى عكس كل جمهوري يترشح للرئاسة، لازال بنس يدافع عن قرارات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بغزو العراق وأفغانستان، بالرغم من اعترافه بأن المعلومات التي استخدمها بوش بشأن "أسلحة الدمار الشامل" لتبرير غزو العراق كانت خطأ.